عروبة الإخباري –
في مشهد يختزل انهيار الضمير العالمي، تواصل آلة القتل الصهيونية إبادة الفلسطينيين في غزة عبر تجويع منهجي وتمشيط عسكري يخترق كل مواثيق القانون الدولي. الجبهة العربية الفلسطينية، وهي تراقب تصاعد جرائم الحرب التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، تؤكد أن العالم يكتب بدماء أطفال غزة فصلاً جديداً من تاريخ انهيار المنظومة الدولية.
لقد تجاوز التواطؤ الدولي حد الصمت إلى المشاركة الفعلية في الجريمة. بيانات الشجب الخجولة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لم تعد سوى أدوات لتلميع صورة أنظمة فقدت شرعيتها الأخلاقية.
نحن هنا لا نواجه انتهاكاً عابراً، بل نظاماً عنصرياً مدعوماً بغطاء دولي يشرعن القتل على أساس الهوية. الدعم الأمريكي الأعمى، والشراكة الأوروبية مع كيان الاحتلال، والتخاذل العربي الرسمي يشكلون ثلاثية داعمة لاستمرار الجريمة. وبيان المنظمات الدولية الـ114 الذي صدر بالامس وطالب بتعليق الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية يبقى صرخة في وادٍ، بينما تحولت مؤسسات القانون الدولي إلى أدوات لتبرير الواقع بدلاً من تغييره.
اننا في الجبهة العربية الفلسطينية نسأل الضمير الإنساني الحي
هل تدركون أن معاييركم الانتقائية في التعامل مع الأزمات تكشف ازدواجية تقوض شرعية النظام العالمي؟
أليست معاناة مليوني إنسان في غزة اختباراً جوهرياً لمصداقية القيم الغربية؟
أليس استمرار الإبادة برهاناً على أن “القانون الدولي” يطبق فقط على الضعفاء؟
إننا ومن قلب المأساة التي يعيشها شعبنا في غزة والضفة والقدس نؤكد ان استمرار الصمود الفلسطيني هو إدانة حية لنظام عالمي فاشل. وان دماء شهدائنا ستبقى وصمة عار على جبين كل من تواطأ أو صمت. وان التاريخ سيسجل أن العالم وقف متفرجاً بينما ارتكبت أبشع جريمة في القرن الحادي والعشرين تحت سمعته وبصره.
إننا نحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار الإبادة، ونذكر أن غزة ستظل ناراً تحرق زيف الخطابات الحقوقية المزيفة حتى تتحقق العدالة