عروبة الإخباري –
في مشهد دام يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الاحتلال، ارتكب جيش العدو الصهيوني مجزرة جديدة بإطلاق النار المباشر على النازحين الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات “الصورية” التي تشرف عليها الولايات المتحدة والاحتلال غرب رفح، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطناً، وإصابة أكثر من 90 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن هذه المراكز لم تكن ابدا ممرات إغاثية، بل فخاخ موت منظم تدار بدم بارد، تحت غطاء الإنسانية الزائفة التي تتغطى خلفها الإدارة الأميركية، في شراكة تامة مع الاحتلال في جرائمه ضد شعبنا.
نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المتكررة، ونحمل المجتمع الدولي ودول العالم أجمع مسؤولية الصمت والعجز الذي يغطي على هذه الجرائم، ونسأل بمرارة:
هل تكفي بيانات الإدانة، والتصعيد اللفظي، وعبارات “القلق العميق”، لوقف شلال الدم الفلسطيني؟
هل تشبع هذه التصريحات الجوفاء جوع أطفال غزة، أو تحميهم من القتل العلني الذي يتكرر كل يوم؟
لقد سئم شعبنا من الكلمات المعلبة، وهو اليوم لا ينتظر تعاطفاً ولا مجاملات، بل أفعالاً حقيقية تضع حداً للعدوان، وترفع الحصار، وتوفر الحماية الدولية العاجلة، وتحاكم قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
إننا نؤكد أن استمرار هذا الصمت، وعدم اتخاذ خطوات دولية رادعة، يعني منح الاحتلال ترخيصاً علنياً بمواصلة الإبادة الجماعية.
دماء أطفال غزة ليست هامشاً في بيانات المؤتمرات، بل صرخة في وجه الإنسانية كلها.