بحضور معالي،الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش وبرعاية كريمة من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، انعقدت اليوم 26-مايو-2025 قمة قادة مجلس سامينا 2025 في (جميرا-دبي)، والتي استضافت من خلالها نخبة من صناع السياسات العالميين، والهيئات التنظيمية الإقليمية، وشركات التكنولوجيا، ومُمكّني النظم الرقمية من جميع أنحاء العالم، لمناقشة متطلبات بناء اقتصادات رقمية ذكية، شاملة ومستدامة، في بيئة رقمية يقودها الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس المتقدمة(5G-A)
وأكد الحضور في الملتقى العالمي الكبيرعلى أهمية تسريع وتيرة التحول عبر التقنيات، وشبكات الاتصالات، والاقتصادات الرقمية، من خلال توحيد الجهود الرقمية في منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وجاءت قمة “سامينا “هذا العام تحت شعار: “التحول الذكي والمستدام للاقتصادات الرقمية”، في توقيت محوري يتزامن مع ظهور موجة تشغيلية جديدة من الذكاء الاصطناعي التفاعلي، والشبكات الذكية، والسياسات المعتمدة على البيانات. وفي ظل هذا المشهد المتغير، أصبح التعاون، وتخطيط البنى التحتية، وتحديث نماذج الأعمال والتنظيم، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وقد صُمم جدول أعمال القمة بما يتماشى مع أولويات وتوجهات التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وبما يُمكّن من رسم ملامح المرحلة القادمة من التحول الرقمي في المنطقة.
كما شهدت القمة في جلستها الافتتاحية رفيعة المستوى كلمات رئيسية من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، شركة هواوي، الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وزارة الاتصالات الرقمية بجنوب إفريقيا، المنظمة الرقمية (DCO)، جمعية النطاق العريض العالمية (WBBA)، وشركة زد تي إي، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس سامينا وWBBA).
وحلّ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، ضيف شرف القمة، وألقى كلمة رئيسية مؤثرة أكد فيها على دور قطاع الاتصالات في تعزيز التعايش والازدهار الرقمي.
و تناولت القمة على مدار اليوم محاور استراتيجية عدة، أبرزها جلسة “الفضاء والاتصال الرقمي” التي ناقشت دور خدمات الأقمار الصناعية والشبكات غير الأرضية في توسيع نطاق الاتصال، لا سيما مع اقتراب مؤتمر الاتصالات الراديوية WRC-27، والتحديات الحالية في مجالات تطوير الفضاء والاستدامة.
كما شهدت القمة انعقاد منتدى التحول الرقمي متعدد الهيئات التنظيمية، برئاسة الهيئة الإماراتية، بمشاركة جهات حكومية محلية وإقليمية، لبحث سبل تحسين الخدمات الرقمية الموجهة للمواطنين من خلال البنية التحتية للجيل الخامس والجيل المتقدم.
ونُظّم على هامش القمة أيضًا مائدة مستديرة غير رسمية تحضيرية لقمة مجموعة العشرين، جمعت ممثلين من القطاعين العام والخاص من دول أعضاء وغير أعضاء في المجموعة، استعداداً لرئاسة جنوب إفريقيا لقمة G20 في نوفمبر المقبل، وهدفت إلى تبادل الرؤى حول سبل التعاون الرقمي العابر للحدود.
و كان تحول شركات الاتصالات إلى شركات تكنولوجيا (Techcos) ضمن اجندات نقاشات القمة، و ذلك من خلال جلسات منتدى قادة 5G-A وجلسة “التحول نحو التكنولوجيا”، حيث جرى استعراض دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف استراتيجيات الربحية ورفع قيمة الشبكات عبر تجارب رقمية ذكية ومتكيفة.
كما ناقشت جلسات الطاولة المستديرة المعنية بـ “الفضاء السيبراني الذكي” و”التمكين الرقمي” تحديات الحوكمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأمن الشبكات، وربط الألياف الضوئية، وكيفية تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة والتنافسية في الاقتصاد الرقمي.
وفي ختام الملتقى ، أقيمت القمة العالمية التاسعة لكفاءة الطاقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ضمن إطار الحدث العام، حيث دعا المشاركون إلى اعتماد مبادئ التصميم الأخضر، وإعادة تأكيد الالتزامات المشتركة من القطاعين العام والخاص تجاه النمو الرقمي الواعي بالمناخ، وسط تنامي استهلاك الطاقة الناتج عن توسع البنية الرقمية.
إلى جانب الجلسات الرسمية، شكّلت القمة منصة حيوية للتواصل واستعراض قصص نجاح محلية في التحول الرقمي، وربط أفضل الممارسات العالمية بواقع التنفيذ الإقليمي، ومجالاً لتحويل الرؤى إلى شراكات ملموسة.
وفي كلمته الختامية، قال بوكر آ. با، الرئيس التنفيذي لمجلس سامينا للاتصالات
“نحن اليوم في عصر الاتصال الذكي، حيث لم تعد البنية التحتية تعني التغطية فقط، بل الإدراك والانضباط في استهلاك الطاقة وملاءمة الخدمات, قمة قادة سامينا ليست مجرد حدث، بل آلية تنسيق إقليمية وابتكار مسؤول, مضيفا “لا يمكننا أن نكون مختلفين لا في الرؤية ولا في التنفيذ.”
وأعرب المجلس عن امتنانه لشركائه الداعمين، وعلى رأسهم الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، وشركاء الصناعة ,( STC الراعي الرئيسي)، (هواوي الراعي المضيف)،( موبايلي الراعي البلاتيني)، (زد تي إي الراعي الذهبي)، و (WBBA شريك تطوير الصناعة)، وشركة( 7Generation الشريك الاستراتيجي.)
واختُتمت القمة بتأكيد واضح على أن تحقيق التحول الرقمي المنشود يتطلب تفعيل الطموحات من خلال استراتيجيات مشتركة، وحوكمة جريئة، وابتكار شامل، وأن الشراكة الوثيقة بين مكونات النظام الرقمي هي السبيل الأمثل لبناء مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة