عروبة الإخباري –
لم تنفصل القضية الفلسطينية عن الثوابت الوطنية والتاريخية للأردن، قيادة وحكومة وبرلمانًا وشعبًا. ويعتبر شعبنا بأن الأمن والسلام والاستقرار منقوص طالما فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني.
ولذلك، منذ تأسيس واستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، ووقوع النكبة عام 1948، لم يتراجع الموقف الأردني في الدعم الشمولي للشعب الفلسطيني، وفي دعم حقوقه الوطنية والتاريخية للفلسطينيين.
وقد كان الأردن من أهم الدول العربية التي استقبلت اللاجئين الفلسطينيين في مختلف محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، بل اعتبروا بأن القضية الفلسطينية قضية وطنية أردنية بامتياز، إضافة إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين في مختلف الجوانب الحياتية.
وأبرز المواقف الأردنية الهاشمية نحو القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والتي تُعتبر مسؤولية تاريخية للقيادة الهاشمية، أنه قبل أكثر من مائة عام طلبت الشخصيات الوطنية والدينية الفلسطينية من الشريف الحسين، قائد الثورة العربية، تولي حماية القدس ومقدساتها من عبث العصابات الصهيونية في القدس.
وفي سياق موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، فإن الملك عبدالله الثاني، في مختلف منابر العالم، كالأمم المتحدة في نيويورك، وفي خطابه في الكونغرس الأمريكي، يؤكد على الحل العادل للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل للاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرارات الشرعية الدولية.
وهذه المواقف الأردنية التي يتبناها جلالة الملك عبدالله الثاني تُعتبر رسالة أينما حلّ في مختلف دول العالم، وقد كان الأبرز خطابه في بروكسل مخاطبًا دول الاتحاد الأوروبي.
لقد دفع الأردن ثمن هذه المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ومع ذلك يستمر الأردن في تقديم مختلف وسائل الدعم والإسناد على مختلف المستويات السياسية، ورفض قبول التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة، والمطالبة بوقف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية.
حيث شكّل الأردن خير سند في تقديم المساعدات من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، ومن خلال القوات المسلحة الأردنية والمستشفيات الميدانية في قطاع غزة، وفي محافظات الضفة الغربية. وفي نفس الوقت، فإن لجنة المناصرة، ولجنة الزكاة في وزارة الأوقاف الأردنية، تقوم بدور أساسي في تقديم المبادرات المتكررة من مساعدات مالية في القدس والضفة الغربية، وفي محافظات قطاع غزة.
لكل هذه الجهود نُثمن موقف الأردن، ملكًا وحكومة وبرلمانًا وشعبًا أردنيًا عربيًا أصيلًا، الذي يُجسد معاني الأخوة، ودعم وإسناد في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ندعو الله العلي القدير بأن يحمي الأردن من كيد الكائدين، ليبقى سندًا منيعًا في وجه التحديات، وذخرًا للأردن وفلسطين