عروبة الإخباري –
في زمن القمع والترهيب، تُثبت نانسي نسرين لقيس أن الكلمة ما زالت أقوى من الرصاصة، حتى ولو كانت الكلفة باهظة.
نانسي، صحافية لبنانية مستقلة من الطائفة الشيعية، اختارت أن تُعارض السلاح غير الشرعي، وأن تكشف منظومة الفساد، وتواجه العنف السياسي بصوت واضح وجريء. لكنها لم تسلم من الاستهداف.
ففي سلسلة من الاعتداءات الممنهجة، تعرّضت نانسي لمحاولة ترهيب جسدي مباشر، بدأت بإحراق مكتبها بالكامل، وتطورت إلى إطلاق الرصاص على سيارتها كرسالة تهديد صريحة، ومن ثم رمي حجارة ملفوفة بالإسفنج المشبّع بالبنزين على منزلها، وسطح المنزل، وحتى على المكتب، في محاولة لبث الرعب ودفعها للتراجع عن مواقفها.
التهديد لم يتوقف عندها فقط، بل طال عائلتها أيضاً، إذ تعرّض أحد أقربائها للضرب المبرح بسبب مواقفها العلنية، في دليل إضافي على أن المعركة التي تخوضها نانسي ليست رمزية، بل وجودية.
ومع كل ذلك، بقيت نانسي صامدة. لا حزبٌ يحميها، ولا سفارة تدعمها، لكنها مؤمنة بأن الصحافة ليست مهنة صامتة، بل سلاح مقاومة سلمي في وجه الطغيان.
تقول نانسي:
> “أنا بنت الطائفة الشيعية، لكني مش من جماعة القطيع. اخترت لبنان، واخترت الدولة، واخترت الكلمة. ومش رح أسكت، لو شو ما صار.”
اليوم، تطالب نانسي بحماية حقيقية، ودعم مؤسسي يضمن استمرارية صوتها، لا لأنها ضحية، بل لأنها صوت نادر في بيئة خانقة، يحتاجها لبنان قبل أن يغرق أكثر.