عروبة الإخباري –
في لحظةٍ يُفترض أن تنتصر فيها الإنسانية على البربرية، يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وسط صمت عالمي مخز وتواطؤ دولي مفضوح. فهل يعقل أن يحتاج العالم إلى مزيد من دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا حتى يتحرك؟!
في أقل من 48 ساعة، ارتقى أكثر من 250 شهيداً، ليضافوا إلى قائمة طويلة تجاوزت 53 ألف شهيد وأكثر من 120 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت الركام، منذ بداية حرب الإبادة على غزة، والتي تدخل يومها الـ585.
إن ما يجري في غزة اليوم ليس فقط جريمة حرب، بل هو قتل معلن لكل القيم التي ادعى العالم أنه بني عليها: قيم العدالة، والحرية، وحقوق الإنسان. الاحتلال الصهيوني يمارس أقصى درجات الإرهاب والفاشية، ولا يلتفت لقانون ولا لأخلاق، بل يرى نفسه فوق كل قانون ومساءلة، وسط تغطية سياسية وعسكرية غربية منحطة، وصمت عربي مخجل.
نؤكد في الجبهة العربية الفلسطينية أن ما يجري ليس مجرد مأساة فلسطينية، بل هو اختبار مصيري لسقوط المنظومة الدولية بأكملها، التي أثبتت عجزها التام عن وقف آلة القتل الصهيونية. وإذا استمر هذا الصمت والتقاعس، فإن الإرهاب الصهيوني لن يقف عند حدود فلسطين، بل سيتمدد كالسرطان، مهدداً أمن واستقرار العالم بأسره.
إن هذا التواطؤ الفاضح يوجه رسالة خطيرة إلى شعوب العالم وأجيال المستقبل: لا قانون، لا أخلاق، لا عدالة… فقط القوة والدم والنفاق السياسي.
نحمّل المجتمع الدولي بكافة مؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن والأمم المتحدة، مسؤولية هذه الإبادة الممنهجة، ونطالب بتحرك فوري وفعال لوقف العدوان، وفرض العقوبات على الاحتلال، ومحاسبة قادته كمجرمي حرب.
كما ندعو الشعوب الحرة في العالم إلى كسر جدار الصمت، وتصعيد التحركات الشعبية في كل الميادين، لإسقاط هذه المنظومة الدولية العاجزة، ولتسمع صوتها عالياً:
“دماء شعبنا ليست بلا ثمن… والاحتلال إلى زوال”.