عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
فاجأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وسائل الإعلام العالمية، بإعلانه اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكان ذلك عقب زيارته مصر حيث قال إنه يتعين التحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أنه يمكن التوصل إلى ذلك في الأشهر المقبلة، وأضاف أن هذا الاعتراف قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين يعقد في يونيو/حزيران المقبل وكانت قد عززت المعارضة في فرنسا دعواتها للاعتراف الفوري بدولة فلسطين ومع استمرار الإبادة الجماعية زاد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ودعم حصولها على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا وضعها الراهن “دولة مراقب غير عضو” وفي مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وتبعتها سلوفينيا وأرمينيا في الشهر التالي، مما رفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة وقد تعرض ماكرون لهجوم واسع من الصهاينة حتى في فرنسا وقد علق وزير خارجية الكيان، جدعون ساعر، على تصريح الرئيس الفرنسي “الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية ذات طابع رمزي من قبل دولة ما، في ظل الواقع القائم، لن يكون سوى جائزة وتعزيز لحماس” وأضاف: “أمور كهذه لا تقرب السلام، الأمن والاستقرار في منطقتنا – بل العكس: تبعدها” حسب قوله ومن ابرز المهاجمين يائير ابن النتن ياهو أي (انتن من النتن ياهو) حيث شتم ماكرون وقال: تبا لك.. نعم لاستقلال كاليدونيا الجديدة. نعم لاستقلال بولينيزيا الفرنسية. نعم لاستقلال كورسيكا. نعم لاستقلال إقليم الباسك. نعم لاستقلال غينيا الفرنسية. أوقفوا الإمبريالية الفرنسية الجديدة في غرب افريقيا اللعنة عليك!.. وقد أعرب رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو عن دعمه لابنه يائير وقال عبر “إكس” إنه يحب ابنه يائير لأنه “صهيوني حقيقي يهتم بمستقبل الكيان”.. وتابع قائلا “رغم أن أسلوب رده لا يروق لي، فإن من حقه التعبير عن رأيه حسب قوله رغم ما كشفت عضو الكنيست نعماه لازيمي، من حزب العمل داخل الكيان الصهيوني، والتي اشارت الى إنه “تم نفي” يائير نتنياهو إلى خارج البلاد لأنه ضرب والده، رئيس الحكومة الذي يشكل رمزا للحكم حيث ابعده والده عن الكيان الصهيوني عقب احداث 7/أكتوبر بدلاَ من انخراطه في صفوف جيش الاحتلال بالرغم من حاجة الجيش الى الجنود .
وقال النتن ياهو في بيان صدر عن مكتبه إن إقامة دولة فلسطينية “في قلب وطننا”، على حد تعبيره، أمر مرفوض، لأنها “لا تطمح إلا إلى تدميرنا”، مضيفا أنه لن يعرض الكيان الصهيوني للخطر بسبب ما وصفها بـ”أوهام منفصلة عن الواقع” وأكد النتن ياهو أنه لا يمكن قبول دروس في الأخلاق تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية من قبل دول تعارض استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة، على حد قوله ليقوم ماكرون
بالمسارعة الى الاتصال هاتفياَ بالنتن ياهو ” يبدو انه قدم خلاله الاعتذارات وطلب الصفح والمغفرة مبدياً الندم والتبريرات وقد كتب ماكرون، على حسابه على موقع “إكس” بعد محادثاته مع النتن ياهو: “يجب أن تنتهي المحنة التي يعيشها المدنيون في غزة”، داعيًا إلى “فتح جميع معابر المساعدات الإنسانية” إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة على الجانب الصهيوني مشيراً ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونزع سلاح حركة حماس” حسب قوله، فيما حذره النتن ياهو من عواقب الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث عاد ماكرون وندّد بما وصفه بـ”معلومات مغلوطة” بشأن اعتراف فرنسي محتمل بالدولة الفلسطينية، مشيراً الى انه قد دعى إلى “عدم ادّخار أي جهود” من أجل إحلال السلام في المنطقة وأسف ماكرون لافتقار بعض ما يُنشر على منصة إكس “بشأن نوايانا في ما يتّصل بغزة” للدقة، داعيا إلى عدم التسليم بأي “اختصار أو استفزاز”، وإلى “عدم الإسهام في نشر “المعلومات المغلوطة والتلاعب” حسب قوله .
ومنذ عدة اشهر فقد تم تسريب تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يذكّر فيها رئيس ن ياهو بظروف نشأة الكيان الصهيوني وقالت الصحيفة إن ماكرون قال إنه يجب على النتن ياهو ألا ينسى أن “إسرائيل” أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، ولذلك لا ينبغي له أن يتنصّل من قرارات المنظمة الدولية وقالت “لوباريزيان” إن ماكرون أدلى بهذه التصريحات خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء الفرنسي عقدت يوم الثلاثاء 15/10/2024 م . وأضافت أن عددا من المشاركين في الجلسة أكدوا صدور هده التصريحات وكان الرئيس الفرنسي قد دعا قبل تلك الجلسة إلى الكف عن تسليم الأسلحة للكيان الصهيوني للقتال في غزة، معتبرا أن الأولوية للحل السياسي بدل الاستمرار في الحرب ورد رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو آنذاك على ماكرون بالقول “عار عليك! والكيان الصهيوني سينتصر بدعمك أو من دونه وانهالت عليه انتقادات من الصهاينة الامر الذي دعاه الى التراجع عن تلك التصريحات .
الرئيس ماكرون كان قد كرم الفنانة فيروز عام 2020 م حيث منحها وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أرفع تكريم رسمي في فرنسا، الذي يحمل شعار “الشرف والوطن” والوسام الفرنسي أنشأه نابليون بونابرت القنصل الأول للجمهورية الفرنسية الأولى في 19 مايو 1802، وناله العديد من الشخصيات الرائدة في العالم العربي ويبدو ان ماكرون قد كرمها خصيصا لأجل اغنيتها “تعى ولا تيجي” حيث قد اصبحت مواقفه وتصريحاته تماماً بطريقة “تعى ولا تجي” فاصبح ممن لا امان.. ولا عهد لهم.
لا عهد لهم.. ماكرون.. وتصريحات تعى ولا تيجي..!
26