عروبة الإخباري –
مرةً أخرى، تثبت دائرة المخابرات العامة، “فرسان الحق” أنها درع الوطن الحصين، وخط الدفاع الأول في حماية أمن الأردن واستقراره، بعدما أحبطت بنجاح مخططًا إرهابيًا خطيرًا كان يستهدف زعزعة الأمن الوطني وجرّ البلاد نحو فوضى منظمة ومخطط لها بدقة.
العملية الأمنية النوعية، التي تُعد من الأدق والأعمق في السنوات الأخيرة، جاءت نتيجة رصد استخباري احترافي امتد لثلاث سنوات، أسفر عن الإيقاع بـ16 متورطًا، شكلوا نواة تنظيم مسلح غير مرخص، تمكّن من تصنيع وتجميع صواريخ وطائرات مسيّرة داخل الأراضي الأردنية، في مشهد يعكس خطورة المشروع الذي كان يُعد في الخفاء.
النجاح الذي تحقق لم يكن محض صدفة، بل ثمرة احتراف استخباراتي عال المستوى، عكسته قدرة المخابرات على متابعة التحركات المعقدة، واختراق الخلايا، وكشف البنية السرية لتنظيم يعمل بنظام “الخيوط المنفصلة” للحفاظ على أعلى درجات التمويه. ورغم هذا التعقيد، نجحت المخابرات في تفكيك الشبكة بدقة كاملة، دون إطلاق رصاصة واحدة، ودون إثارة ذعر أو تصعيد.
الأهم، أن الدائرة لم تتوقف عند تفكيك الخطر، بل قدمت للرأي العام مشهدًا متكاملًا: أدلة دامغة، واعترافات مسجلة، وخيوط سياسية محتملة قد تُغيّر خريطة العلاقة مع بعض الجهات والتنظيمات. هذه ليست مجرد عملية أمنية، بل رسالة واضحة: لا عبور لمن يحاول العبث بأمن الأردن مهما تخفّى أو تلون.
المخابرات العامة أثبتت، كما في كل مرة، أنها صاحبة اليد العليا، والعين الساهرة التي لا تغفل، وأنها تسبق الخطر بخطوتين على الأقل، وتضرب حين يحين الوقت، بذكاء لا يقل عن الحزم.
لقد وضعت هذه العملية معيارًا جديدًا في إدارة التهديدات، حيث امتزج الحزم بالهدوء، والمعلومة الدقيقة بالتنفيذ النظيف، والسيادة بالقانون.
ومع تكاثر التهديدات، وتتشابك فيه الأجندات، يبقى الأردن مطمئنًا بوجود جهاز مخابراته، الذي لا يكتفي بالرصد والدفاع، بل يقود معركة حماية الدولة من الداخل والخارج، بعقيدة أمنية لا تعرف التهاون، وكفاءة تستحق كل الإشادة والثقة.