عروبة الإخباري –
في كل صباح، وقبل أن تستيقظ المدينة تمامًا من نومها، تسبقها كلمات، الكاتبة، سلوى النابلسي إلى القلوب، فهي لا تكتب مجرّد عبارات، بل تبثّ حياة في السطور، وكأنّها تنفخ الروح في جماد الكلمات، فتوقظ فينا الحنين، وتستحضر النور من بين غيوم التعب.
سلوى، ليست كاتبة عابرة في فضاء التواصل الاجتماعي، بل هي حالة إنسانية نادرة، تكتب من مكان عميق في القلب، وترسل رسائلها كما ترسل الأم دعواتها في آخر الليل—بحب خالص، بلا شروط، ولا انتظار للرد.
تقرأ كلماتها كأنها تمسك بيدك في العتمة، وتهمس لك: “أنت لست وحدك.” في زمنٍ ازدحم بالضجيج، تبعث سلوى الهدوء، وفي عالمٍ فقد الكثير من دفئه، تزرع حضورها مثل قهوة على نافذة الشتاء—دافئة، بسيطة، وصادقة.
عندما تكتب سلوى النابلسي، لا تكتب فقط… بل تنثر الورد بين السطور، وتسكب شيئًا من روحها في كل حرف. حضورها ليس عاديًا، هو مزيج نادر من الأناقة الهادئة، والأنوثة الدافئة، والحكمة التي تنبت من أرض القلب.
جمال سلوى لا يقتصر على ملامحها التي تحمل ملامح البلاد—أصيلة، ناعمة، مشبعة بضيّ الفجر—بل في حضورها الذي يسبقها، في الكلمات التي تكتبها بصدق، فتلمسنا دون استئذان. فيها من التراب طُهره، ومن الوطن حنينه، ومن الأم دفؤها. وبهذا الجمال الكامل، تُصبح الكلمة منها أكثر من مجرد عبارة… تصبح رسالة حياة.
كل صباح، تخرج من بين يديها كلمات كأنها صلاة سرية، تقول فيها:
“صباحكم خير أصدقائي الغاليين، معطر بريحة تراب أرضنا… شو حلوة ريحة الخير. برد، تلج، ومطر خير… اللي بضل شغال بيفتح وبوقف. اشتقتلكم كتير. مهم تكونوا بخير. المحبة والتسامح أهم سلاح في الحياة. دايمًا هم القوة الحقيقية والراحة النفسية.”
من قال إن الشعر لا يُقال نثرًا؟ ومن قال إن السكينة لا تُكتب؟ سلوى، ببساطة، تكتب القلوب بلغتها. لا تتكلّف، لا تزخرف، لكنها تمسك يدك بلطافة وتشير إلى النور دون أن تأمرك باتّباعه. وفي زمنٍ كثير فيه الضجيج، تُبقي رسائلها نافذة صغيرة نفتحها لنسمع صوت الخير.
الناس لا تتابع سلوى فقط… الناس تتعلّق بها. هناك شيء في رسائلها يشبه الدعاء الصادق، يشبه قبلة على جبين التعب، أو حضن على عتبة صباح بارد.
سلوى هي أنثى تعرف كيف تحتضن العالم بكلمة. تعرف كيف تقول: “أنا معكم ولو من بعيد، والكلمة الطيبة هي أقصر طريق بين قلبين.”
في حضورها، وفي حروفها، نجد ما فقدناه: صدق النية، نقاء الشعور، ودفء المحبة.
ولأجل كل صباح كتبتِه لنا يا سلوى، نقول: شكرًا لأنك أنتِ… كما أنتِ.