عليا العنبر – مدربة ريادة الأعمال
في زمن يتسارع فيه الإبداع وتشتد فيه المنافسة، تبرز المرأة الريادية الأردنية والعربية كنموذج حيّ للقوة، والطموح، والقدرة على تجاوز التحديات. لقد أثبتت المرأة في منطقتنا أنها ليست فقط شريكًا في التنمية، بل قائدة في الابتكار، وصانعة للتغيير.
الواقع والإنجازات
خلال العقد الأخير، شهدت ريادة الأعمال في العالم العربي نقلة نوعية، وكان للمرأة دور محوري في هذه التحولات. ففي الأردن، أطلقت العديد من النساء مشاريع رائدة في مجالات التكنولوجيا، التعليم، التصنيع الغذائي، والخدمات الإبداعية. هذه المشاريع لم تكن مجرد أفكار تجارية، بل حلول حقيقية لاحتياجات مجتمعية، ساهمت في خلق فرص عمل، وتحفيز الاقتصاد المحلي.
المرأة العربية – سواء في الخليج أو بلاد الشام أو شمال إفريقيا – أصبحت اليوم رمزًا للريادة المرنة والواعية. ورغم التحديات الاجتماعية أو الهيكلية، فإنها لم تتراجع، بل أثبتت أن العزيمة والمعرفة يمكن أن تتجاوز أي عقبة.
التحديات التي لا تزال قائمة
ورغم هذه النجاحات، لا تزال المرأة الريادية في منطقتنا تواجه عدة تحديات، منها:
– صعوبة الوصول إلى التمويل مقارنة بنظرائها من الرجال.
– ندرة برامج التوجيه والإرشاد المخصصة للنساء في مراحل الانطلاق والنمو.
– القيود الاجتماعية أو الثقافية التي قد تعيق حرية اتخاذ القرار أو توسيع المشروع.
– نقص التمثيل في شبكات الأعمال ومجتمعات الاستثمار.
هذه التحديات تتطلب حلولًا ممنهجة تبدأ من السياسات الوطنية، وتمر بالمؤسسات الداعمة، وتنتهي بثقافة المجتمع.
إن تمكين المرأة الريادية ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية. نحن بحاجة إلى خلق بيئة أعمال تراعي احتياجاتها، وتعزز من قدراتها، وتشجعها على التوسع الإقليمي والعالمي. هذا يشمل برامج تمويل مرنة، وحاضنات أعمال مخصصة، ومجتمعات دعم مهنية وشخصية.
المرأة الريادية الأردنية والعربية ليست فقط قصة نجاح فردي، بل هي رؤية جماعية لمجتمع أقوى، أكثر شمولًا، وأشد تأثيرًا. ومع كل فكرة جديدة تطلقها، ومع كل تحدٍ تتجاوزه، تكتب فصلًا جديدًا في مسيرة التحول.
أؤمن أن المستقبل في عالم الأعمال العربي سيُكتب بأقلام نسائية، وبأفكار تقودها الشجاعة، والإبداع، والإيمان بأننا نستحق الأفضل دائمًا.