عروبة الإخباري –
في أمسيةٍ دافئة مفعمة بالحكايات والموسيقى والوجدان، استضاف نادي الكتاب – أحد أنشطة لجنة النشرة في النادي الأرثوذكسي – الفنانة الأردنية المتألقة مكادي نحاس، ضمن لقاء حواري خاص أدارته الصحافية والكاتبة رلى السماعين، رئيسة لجنة النشرة.
وقدّمت السماعين الفنانة بكلماتٍ حملت التقدير والإعجاب قائلة:
“مكادي نحاس فنانة ليست فقط مغنية، بل راوية حكايات وأحاسيس. صوتها عبَر الحدود دون أن يغادر جذوره، فغنّت للحب والوطن، للتاريخ والإنسان. غاصت في عمق الموروث العربي لتقدّمه برؤية معاصرة تحمل بصمتها الخاصة، مع صوتٍ تنبعث منه رائحة الأرض، ودفء التراث، وصدق الإحساس… فنانة لا تشبه إلا نفسها، درست المسرح والغناء الأوبرالي، لكنها اختارت الوفاء لذاكرتها الأولى، للقرى والجبال، وللهُوية التي لا تُشترى ولا تُقلَّد. في أغانيها دفء الحنين، وفي حضورها هيبة الفن الحقيقي.”
وخلال اللقاء، لم يكن الحديث عن الموسيقى فحسب، بل عن الحياة التي تعيشها مكادي عبر أغنياتها، عن الأردن الذي يسكنها وتسكنه، عن المرأة، والحرية، والهوية، والإلهام.
استعرضت نحاس ملامح من مسيرتها الفنية والإنسانية، وتوقفت عند طفولتها الغنية بحكايات الجدات، التي حفرت في ذاكرتها جذور التراث الأردني الأصيل، وشكّلت النبع الأول الذي ألهمها في مشروعها الفني.
كما تحدّثت عن دور عائلتها في تشجيعها منذ الطفولة على التعلم والانفتاح الثقافي، معتبرة أن الوعي المبكر هو الأساس في بناء الإنسان القادر على حمل رسالة الفن والمعرفة.
وفي جانب شخصي مؤثّر، شاركت مكادي الحضور تجربتها كأم، مؤكدة أن التربية الواعية مسؤولية مقدسة تعدّ من خلالها أبناءها ليكونوا حملة مشاعل الفكر والأدب والثقافة، وقادةً قادرين على تحمّل مسؤولية وطنهم والمساهمة في مستقبله.
أما عن الموسيقى، فقد أكدت نحاس أنها أداة راقية لنقل الرسائل الإنسانية، وحفظ الذاكرة والتراث، وتعزيز الهوية الثقافية، مشيرة إلى أن الفن – عندما يُمارَس بحرية راقية – يصبح وسيلة للتعبير النبيل والحوار الحضاري.
يُذكر أن نادي الكتاب أُطلق في شباط 2025 بمبادرة من لجنة النشرة، ليكون مساحة تفاعلية للحوار الأدبي والثقافي، وملتقى شهريًا يجمع القرّاء بالمبدعين والمهتمين بالشأن الادبي والفكري.