عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن –
بشكل مفاجئ توجه رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو امس الأحد، مباشرة من العاصمة المجرية بودابست إلى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الصهيواميركي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في موعد تم تنسيقه بسرعة غير عادية فاجأت حتى المحيطين به حيث فوجئ المحيطون بالنتن ياهو كثيرا عندما طلب البيت الأبيض عقد اللقاء سريعا الاثنين، وقد تم تسريب لوسائل الاعلام بان مكتب رئيس الوزراء اقترح عقد اللقاء خلال عطلة عيد الفصح (ما بين 12 و20 أبريل/نيسان الجاري)، لكن “الأميركيين أصروا على عقده يوم الاثنين” .
كما نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصدر مطلع (لم تسمّه) أن “سبب الإصرار الأميركي غير معروف على وجه التحديد”. ومن المقرر أن يلتقي النتن ياهو ترامب على انفراد، كما سيعقد معه اجتماعا موسعا سيحضره ويتكوف، وفق المصدر ذاته واعتبرت الصحيفة أن “مشاركة ويتكوف في الزيارة التي تم تنسيقها بسرعة غير عادية ربما تشير إلى أن نتنياهو وترامب سيناقشان قضية الأسرى، في ضوء استمرار الحرب على غزة وتمسك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المفاوضات على الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي وإنهاء الحرب” بحسب المصدر .
وقال النتن ياهو في بيان إن المحادثات ستتناول قضية الأسرى الصهاينة الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ 18 شهرا، وتحقيق النصر في غزة، ونظام الرسوم الجمركية على الكيان الصهيوني كما قال النتن ياهو “آمل أن أتمكن من المساعدة في هذه القضية. هذا هو هدفي.. أنا أول زعيم دولي، أول زعيم أجنبي، سيلتقي الرئيس ترامب لمناقشة هذه القضية البالغة الأهمية للاقتصاد الصهيوني ” وأضاف “هناك طابور طويل من القادة الذين يرغبون في القيام بذلك في ما يتعلق باقتصاداتهم. أعتقد أن (اجتماعي مع ترامب) يعكس “الصلة الشخصية القوية بيننا”، وكذلك العلاقات المميزة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهو “أمر بالغ الأهمية في هذا التوقيت”..!
رغم محاولاته المتعددة لمد امد تأجيل شهادته ، إلا أن القضاة قرروا أنه يتعين على رئيس الوزراء البدء في الإدلاء بشهادته وقالت المحكمة إن النتن ياهو، الذي تلاحقه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، سيدلي بشهادته 3 مرات في الأسبوع، رغم حرب غزة والتهديدات الجديدة المحتملة التي يشكلها التوتر الأوسع القائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا المجاورة وفي الأسابيع القليلة الماضية والذي يحاول اشعال حرب معها، وبعد هدوء القتال على إحدى الجبهات فبعد أن توصلت الكيان الصهيوني إلى وقف لإطلاق النار مع حزب الله في لبنان، اندلع صراع بين أعضاء حكومة النتن ياهو، بما في ذلك وزيرا العدل والشرطة والسلطة القضائية .
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم 5/4/2025 م إن المدعي العام في الكيان الصهيوني قد عارض طلب رئيس الوزراء النتن ياهو تأجيل شهادته إلى نهاية الأسبوع بزعم اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين 7/4/2025 م واشار مكتب المدعي العام أن النتن ياهو طلب تأجيل شهادته إلى نهاية الأسبوع بدلا من الاثنين والأربعاء ومما يشير الى ان النتن ياهو يحاول كسب الوقت ويشار هنا الى ان زيارة النتن ياهو تتزامن مع جلسة المحكمة العليا بشأن إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار المقرر عقدها الثلاثاء المقبل، كما ستتم هذه الرحلة أيضا في ظل التحقيقات في قضية “قطر غيت”، حيث يتم احتجاز أحد أقرب مستشاريه يوناتان أوريتش على الأقل حتى يوم الاثنين المقبل والتي من المتوقع ان تؤثر نتائجها في مجرى سريان القضايا المتهم بها والتحقيقات المتعلقة بمختلف القضايا ومنها فشل 7/أكتوبر وافتعال الحروب التي يدفع ثمنها المجتمع داخل الكيان الصهيوني وكذلك تهربه من ملفات عديدة أهمها ملف الاسرى والتي أدى المماطلة فيه الى مقتل بعضهم ، ويذكر أن هذه الجلسات تأتي بعد سنوات من الجدل القانوني والسياسي حول النتن ياهو الذي يسعى لإثبات براءته بينما تستمر المحكمة في استعراض الأدلة والمزاعم المتعلقة بهذه القضايا وقد مرت 8 سنوات على استجواب النتن ياهو لأول مرة من قبل الشرطة، ونحو 5 سنوات على تقديم لائحة الاتهام ضده، ومثل النتن ياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للادلاء بشهادته .
ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني ، أدلى رئيس وزراء في منصبه بشهادته في محاكمته الجنائية، وهي شهادة من المتوقع أن تستمر لمدة شهرين على الأقل وبحسب تقرير سابق لصحيفة يديعوت احرنوت فقد استمعت المحكمة والنيابة خلال التحقيقات إلى 120 شاهد ادعاء، مشيرة إلى أن استجواب النيابة لنتنياهو سيكون له تأثير حاسم على مصير القضايا ووجهت اتهامات إلى النتن ياهو في عام 2019 في ثلاث قضايا تتعلق بهدايا من أصدقاء من فئة “المليونيرات”، مقابل منح أباطرة الإعلام تفضيلا في التغطيات الإعلامية، بينما الامر الذي ينفيه النتن ياهو .
عقب تكشف جريمة اعدام المسعفين في قطاع غزة الامر الذي قام بإظهار صورة أوضح لحقيقة الكيان الصهيوني الاجرامية المدعوم أمريكيا وغربيا بشكل عام والتي حاول جيش الاحتلال اخفائها ارتفعت أصوات كثيرة تدين تلك الجرائم في العالم ككل وحتى داخل الكيان الصهيوني ذاته حيث ندد العديد من قيادات المعارضة داخل الكيان ومنهم مثلا عضو الكنيست عوفر كسيف الذي قال إنها “جريمة قتل بدم بارد، مجزرة ارتُكبت بحق طاقم طبي على يد جلادين قتلوا، ودفنوا، وأخفوا، ثم كذبوا. وناطق جيش الجريمة يُبرر ويُغطي على الجريمة، مكان مجرمي الحرب هو خلف القضبان” كان لابد لترامب محاولة انقاذ النتن ياهو بالتحايل والتدخل بشكل احتيالي على المستوى الدولي في محاولة لقلب الحقائق التي تم كشفها وحتى على القضاء داخل الكيان الصهيوني بتأجيل جلسة الاستماع للنتن ياهو امام القضاة الى ما بعد البت بشأن اقالة رونين بار الامر الذي قد يشكك في نتائج تحقيقاته التي عمل عليها رئيس الشاباك اما على الصعيد الدولي فقد اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز: “تستخدم حماس سيارات الإسعاف، بل ودروعًا بشرية على نطاق أوسع لأغراض إرهابية وأضاف هيوز، في تصريح يوم امس الأحد، أن ترامب “يتفهم الوضع الصعب الذي يسببه هذا التكتيك للكيان الصهيوني، ويحمّل حماس المسؤولية الكاملة”، فكونهم شركاء في تلك الجرائم ورغم تكشف بعض جرائمهم ضد البشرية والإنسانية الا انهم يحاولون خداع العالم ككل بمحاولة تجميل شيء من صورتهم الفظيعة بطريقة احتيالية فجة ولعل هذا هو السبب الحقيقي لإصرار البيت الأبيض على عقد لقائه اليوم الاثنين فهذا تأجيل رغم انف كافة مؤسسات الكيان الصهيوني بما فيها القضاء انهم حقا.. من لا امان.. ولا عهد لهم.
لا عهد لهم.. ترامب ينقذ النتن ياهو..!
31