كشفت محافظة القدس أن الاحتلال الإسرائيلي صادق خلال الربع الأول من العام الحالي 2025، على (3) مشاريع استيطانية جديدة، وبدأت العمل على مشروعين تمت المصادقة عليهما سابقًا بالإضافة إلى إنهاء العمل في مشروع سابق.
وبينت المحافظة في تقرير رصدت به الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المقدسة خلال الأشهر الماضية من العام الحالي زوّدت «الدستور» بتفاصيله، أنه منذ احتلال شرقي مدينة القدس المحتلة عام 1967، سعت سلطات الاحتلال من خلال عدة قوانين وإجراءات على الأرض لتغيير الوضع الديمغرافي في المدينة المحتلة، ومن خلالها نجحت في رفع عدد المستعمرين في شرقي المدينة من صفر في ذلك العام إلى 230 ألفًا حتى يومنا هذا، ويسعى الاحتلال لإضافة 150 ألفًا آخرين من خلال تحقيق حلم «القدس الكبرى».
ووفق محافظة القدس يعتبر مشروع «القدس الكبرى» من أخطر المشاريع الاستعمارية التي تهدد القدس، ويدور الحديث عن 3 كتل ضخمة وهي «غوش عتصيون» التي تضم 14 مستعمرة في الجنوب الغربي من القدس، وكتلة «معالي أدوميم» التي تضم 8 مستعمرات تمتد من شرقي القدس وحتى غور الأردن، بالإضافة لكتلة «جفعات زئيف» التي تضم 5 مستعمرات وتقع في الجزء الشمالي الغربي من القدس.
ويريد الاحتلال من خلال هذا المشروع اقتلاع 150 ألف مقدسي ممن يتمتعون بحق الإقامة في المدينة لكنهم يعيشون خلف الجدار العازل، ويعمل على إحلال 150 ألف مستعمر مكانهم من أجل حسم كفة الديمغرافيا في المدينة لصالح اليهود بحيث تكون نسبتهم في المدينة 88 % مقابل 12% فلسطينيين، وتبلغ نسبة العرب في المدينة المقدسة الآن 39% مقابل 61 % يهود، وفق ذات التقرير.
في شأن آخر، ووفق رصد محافظة القدس لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة خلال الربع الأول من العام 2025، فقد شهدت المحافظة استمرار جرائم الاحتلال بحق المقدسيين، حيث ارتقى أربعة مواطنين نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال المختلفة، فيما احتجز الاحتلال جثمان الشهيد المقدسي محمد حسن حسني أبو حماد، وبذلك يصبح عدد جثامين الشهداء المقدسيّين الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال في الثلاجات ومقابر الأرقام حتى نهاية آذار الماضي، (46) شهيدا.
وحول الجرائم والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك كشفت محافظة القدس أنه اقتحم المسجد الأقصى خلال الربع الأول من العام الحالي، (13,064) مستعمرًا تحت حماية قوات الاحتلال، إضافة إلى (12,134) آخرين تحت غطاء «السياحة»، حيث نفذ المستعمرون جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في مناطق متفرقة من المسجد الأقصى، في انتهاك مباشر لحرمة المكان المقدس.
ورصدت محافظة القدس خلال الربع الأول من العام الحالي (33) اعتداءً من قبل المستعمرين، منها اعتداء واحد بالإيذاء الجسدي، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في اعتداءات المستعمرين ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، حيث تمت جميعها تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما رصدت (33) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز.
كما شهدت مدينة القدس تصعيدًا في استهداف الشخصيات الفلسطينية البارزة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث سلمت سلطات الاحتلال محافظ القدس، عدنان غيث، قرارا بمنعه من دخول الضفة الغربية لمدة ستة أشهر جديدة، في خطوة تستهدف تقليص تحركاته السياسية والإدارية، واستدعت شرطة الاحتلال أمين سر حركة «فتح» في القدس، شادي مطور، للتحقيق، وسلمته قرارًا بتمديد منعه من دخول الضفة الغربية، واقتحم الاحتلال منزل رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، وسلّم عائلته قرارًا لتجديد إبعاده عن المسجد الأقصى، رغم سفره خارج فلسطين في تلك الفترة.
وسجلت محافظة القدس خلال الربع الأول من عام 2025، اعتقال (239) مقدسيًا منهم (22) سيدة و(18) طفلا، ورصدت محافظة القدس إصدار محاكم الاحتلال (73) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين خلال الربع الأول من عام 2025، من بينها (32) حكمًا بالاعتقال الإداري، أي دون تحديد تهمة ضد المعتقلين، وأصدرت (86) قرارا بالإبعاد بحق فلسطينيين.
وحول عمليات الهدم والتجريف ومصادرة الممتلكات، وفق محافظة القدس نفذّت سلطات الاحتلال (91) عملية هدم وتجريف، شملت (26) عملية هدم ذاتي قسري أُجبر خلالها المقدسيون على هدم منازلهم لتفادي الغرامات، و(53) عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، إضافةً إلى (12) عملية تجريف، استهدفت اراضي وشوارع فلسطينية، بحجة البناء غير المرخص، في وقتٍ تفرض فيه القيود المشددة على الحصول على تراخيص بناء، ما يجعلها شبه مستحيلة للمقدسيين، فيما رصدت (53) انتهاكًا، شملت (19) إخطارًا بالهدم، و(31) حالة استيلاء على أراضٍ، و(3) إخطارات بالإخلاء.
كما شهدت محافظة القدس المحتلة خلال الربع الأول من عام 2025، تصعيدًا خطيرًا في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت مختلف القطاعات والمكونات المجتمعية، حيث تركزت هذه الانتهاكات على المؤسسات التعليمية، والقطاعات الإعلامية، والمراكز الإنسانية، إلى جانب الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية، وأحد أبرز ملامح هذا التصعيد كان استهداف المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية الفلسطينية، كما صعّد الاحتلال من اعتداءاته على الصحفيين ووسائل الإعلام، والمؤسسات الإنسانية والدولية، وخاصة (الأونروا)، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مقار الوكالة، وأغلقت مدارس تابعة لها، وأزالت شعاراتها.
كما تواصلت الاقتحامات الاستيطانية التي طالت مقبرة الأطفال الإسلامية في سلوان، حيث اقتلع الاحتلال سورها، وعلق لافتة تمنع الدفن بحجة أنها منطقة عامة تابعة لما يسم ى «الحديقة الوطنية».، وفق محافظة المدينة المقدسة، علاوة على استهداف المكتبات بشكل ممنهج ، في محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية.
محافظة القدس: الاحتلال صادق على 3 مشاريع استيطانية جديدة
3
المقالة السابقة