عروبة الإخباري –
في كل زمن، تظهر أرواح تحمل في داخلها ضوءًا خاصًا، لا يقتصر على ما تقدّمه للعالم، بل على ما تختزنه من إيمان عميق بذاتها، وبقدرتها على لمس القلوب. هناك من يولد وفي صوته دفء مختلف، وفي كلماته عمق غير مألوف، وفي نظرته للحياة شغف لا يعرف التراجع.
الإعلامية والشاعرة جيسي مراد، إعلامية تملك حضورًا لافتًا، و شاعرة تنسج الحروف من نبض القلب، بل روحٌ طموحة، حالمة، تتطلع دومًا إلى ما هو أبعد. لأن حدودها السماء، ولأن في صوتها مسحة من نور، تحلم أن تتحول كلماتها إلى ترنيمة، وصوتها إلى صلاة تُحلق في فضاء الروح.
كانت الشاشة بدايتها، ومنها انطلقت تحمل رسالة صادقة، لا تسعى إلى الشهرة بقدر ما تسعى إلى التأثير، إلى صنع فرق حقيقي في عالم يغرق في الضجيج. تركت بصمتها في كل كلمة نطقتها، وفي كل لقاء أدارته، لأنها لم تكن تؤدي دورًا، بل كانت تنقل ما يؤمن به قلبها، بقوة ونعومة في آن.
وفي موازاة الميكروفون والكاميرا، كانت تحمل قلماً ودفترًا، وتكتب… تكتب الشعر كما يُصلّى، وكأنها في كل بيت شعر كانت تحاول أن تداوي جرحًا، أو تعيد الأمل لعين فقدت البريق. كلماتها كانت مرآة لروح شفّافة، لا تخجل من أن تكون حقيقية، مهما كان الثمن.
واليوم، تشرق من جديد، بطموح أكبر، بصوت قرّر أن يُحلّق حيث السلام، حيث الروح تحتاج إلى لمسة سماوية. حلمها بأن تكون مرنّمة ليس انتقالاً من عالم إلى آخر، بل استمرار لمسيرتها في تقديم الجمال، بلونه الأصدق. هي تدرك أن الترانيم ليست فقط ألحانًا، بل رسائل محمولة على أجنحة الإيمان، ولذلك تستعد لهذا الطريق بكل تواضع وإصرار.
هي لا تغني فقط، بل تُصلي. لا تسعى للضوء، بل تنبع منه. ومَن يسمع صوتها، يدرك أنه أمام هبة إلهية، صوت يبعث الراحة، ويمنح الأمل.
في زمنٍ يحتاج إلى من يهمس في آذاننا أن كل شيء سيكون بخير، تظهر هي، كأنها جواب لصلاةٍ قديمة… صوت ملائكي، وقلب من ذهب، وطموح لا يعرف المستحيل.