عروبة الإخباري – زينة جرادي –
لا أملِكُ أدلة
لكني لم أعُد فوضوية
رضوضٌ في بعض الأحاسيس
جروحٌ في الروح
تركتُ الحبَّ خلفي
وكسرُ قلبي سيبقى في ذمّة الحب
لكن لا شيء مميت…
أنا بخير
لم أعد نسختي القديمة
جئتَني لابسًا أذُنيك
ظننتُكَ أمانًا فخذلتني
ألم يكن حديثُنا صُلْحًا، أردتُ أن أفهم!
ودِدْتُ أن تخبرَني أن كَذِبَكَ كان حقيقة
التزمتُ الصمت
واسترجعتُ نفسي بعدما خطفتَ العمرَ مني
وصلتُ لمرحلةٍ تدثَّرت أحلامي بكفَنِِها…
لكني بخير
كم تمنيتُ أن تضُمَّني بين ذراعيك
كشمسٍ سجنَها الليلُ فسطعت من نافذة السحاب
كم تمنيتُ لو راقصتني على قيد الكلام
أو حتى على إيقاع صمت
كم تمنيت لو أمسكتَ بيدي ورفعتني صوبَ النجوم
كم حَلَمْتُ بقبلةٍ بطعم النورِ والنار، نزفُها يَخُطُّ مساحاتِ قلبي
تُنطِقُ صمتي بكل الكلام الذي يسكُنُه
وأقول
أنا بخير
لن ألومَ رياحاً على فوضى أنا من شرَّعَتْ لها الأبواب
تَصَلَّبَتِ الأنفاس
كم علّقت من مرايا خوفًا من ظنون وَحدتي
تبًّا لقواعد الغرام!
دَلِّلني وأسرِف
أنا جمهورُك الأسير
راوِدْ قلبي وأسرِج أحلامَهُ على هوامش الظلال
لمَ أسقطْتَه في ذاك الفراغ
من يوم تلاقِينا وأنا في ذِمَّة التِّيه
شُقَّ النورَ وأقبِلْ، أطلِق خُطاك
مسحورةٌ أنا بعُزلةِ اللحظات
حَسِبْتُكَ قائلًا فكنتَ قاتلًا
امنح وقتًا لبعضِ الوقت
ذوّبِ القُبَلَ على شفاهِنا
حدِّثْني عن تراتيلِ الهوى
أخبرْني أنك تُحبُّني لأطيرَ كنسمَةٍ بين سماءٍ وسماء
اُتْلُ الحبَّ كجذورٍ غُرِسَت في عُمْق ترابٍ بمفرداتٍ من أجملِ الكلمات
تَعَرَّيْتُ من جسدي… ارتديتُك حواسًّا خمسًا على عَجَلْ، وبها عشِقتُك
اِهمِسْ في أذُني: اقتربي…
مُسَمَّرَةٌ بينَ أنفاسي
دَعْني أسْمَعْكَ دونَ كلام
التصقتُ بِكْ…. لَبِسْتُكَ عُمري
أإني أنا تلكَ الروحُ التي سكنَتْك؟
كفاني عَصفًا من ذارياتِ حُبِّك
مَعَكَ أشرقتِ الشمسُ حتى في المساء
أشعلَتْ نيرانَ الاشتياق
لكنكَ تركتَ رائحتي ترتدي سرابَ الفوضى
امتلأتِ المحابِرُ وفَرَغَتْ، ضحَّت بلونِها وأنا أغرقُ في الأوهام
أضَعْتُ كُلَّ المفارقِ عندَك
فكلُّ الشوارعِ ذهابٌ وإيابٌ إلا دربُكَ هرب من الإطار
قد بلغتُ نقطةَ النهاية، سأمضي قُدُمًا
أنا بخير
بعدَكَ لن يَحُلَّ الغروبُ قبلَ الشروق
ولا الليلُ سابِقُ النهار
أيا بَوْحُ ما بِكَ تعزِفُ على وترِ صمت؟
توقَّف، فالعشقُ مَكْلومٌ والوترُ مقطوع
لكني بخير