عروبة الإخباري –
الديار – جويل عرموني –
في عالم يفتقد للصبر والحب الحقيقي، يأتي فيلم السيدة نهاد الشامي بعنوان “للإيمان علامة” ليذكّرنا بقوة الإيمان، وأهمية الصبر، وروعة الحب الذي لا يعرف حدودًا. هذا العمل السينمائي المؤثّر، بإخراج المبدع سمير حبشي وتصوير الرائع ميلاد طوق، يجسّد قصة حياة امرأة عاشت الإيمان شهادة، والصبر عنوانًا، وحب يسوع والعذراء ومار شربل نورًا في دربها.
يأخذنا هذا العمل السينمائي الرائع في رحلة مؤثرة تسلط الضوء على حياة نهاد الشامي، المرأة التي عاشت الإيمان بكل جوارحها، وجعلت من حب يسوع والعذراء ومار شربل شهادة حقيقية في حياتها.
الفيلم ليس مجرد سرد لقصة حياة، بل هو رسالة عميقة عن الصبر، الإيمان، والمحبة التي لا تتزعزع رغم الصعوبات.
يأتي الفيلم بمستوى سينمائي راقٍ، يجمع بين الجمالية البصرية والعمق الروحي.
أما على صعيد الأداء، فتبدع الممثلة القديرة جوليا قصار في تقديم دور حماة نهاد الشامي القاسية والشريرة، فيما يلمع النجم يورغو شلهوب في تجسيد شخصية مليئة بالمشاعر والتحديات. وتضفي مايا يمين لمسة خاصة بأدائها العفوي والمؤثر. كما يشارك في العمل أيضًا الممثل القدير جورج حران الذي يقدّم أداءً قويًا يضيف بُعدًا عاطفيًا إلى القصة، إلى جانب حضور الممثلة المخضرمة مارينيل سركيس التي تمكنت من تجسيد شخصية تعكس الألم والأمل في آن معاً، بالاضافة الى أداء الشابة تريزيا طوق المميز والبريء، حيث جسّدت طفولة نهاد الشامي حتى المراهقة مع مشاركة مميزة لممثلين موهوبين آخرين، ما يجعل الفيلم تجربة متكاملة تعكس واقعًا نعيشه ونستمد منه الإلهام.
من الأسماء البارزة في الفيلم أيضًا، الإعلامية رانيا أشقر التي تضيف بصوتها إحساسًا خاصًا يرافق الأحداث، فتجعل المشاهد يتفاعل أكثر مع القصة ويعيش تفاصيلها بعمق أكبر.
في العرض الافتتاحي، امتلأت القاعة بأجواء من التأثر والفرح، حيث خرج الجمهور محمّلًا بالحب والإيمان، ولم يغادر أحد قبل النهاية.
لامس الفيلم القلوب وترك أثرًا لا يُمحى، مما دفع العديد لحجز تذاكرهم مسبقًا لضمان حضور هذه التجربة السينمائية الفريدة.
جوليا قصار: دور الأم القاسية بتأثير كبير
أبدعت جوليا قصار في تقديم دور والدة يورغو شلهوب وحماة نهاد الشامي، الشخصية القاسية التي عاشت حياتها بأسلوب صارم أثّر في حياة نهاد بشكل كبير.
في حديثها عن الدور، قالت جوليا:”هذه المرأة نشأت على قسوة الحياة والعمل الشاق، مما جعلها صلبة في تعاملها مع الآخرين، لكن هذه الصلابة كانت امتحانًا لنهاد الشامي، التي تخطّت كل التجارب بالصبر والإيمان. الفيلم في جوهره عن الحب والإيمان، وإذا لم يكن هناك حب، فلا شيء يمكن أن يستمر. لهذا أشجع الناس على مشاهدة هذا العمل الذي يحمل رسالة إنسانية عميقة.”
يورغو شلهوب: تجربة مختلفة وشهادة إيمان
في تصريح خاص، عبّر النجم يورغو شلهوب عن مدى تأثره بشخصيته في الفيلم، مؤكدًا أن القصة تحمل رسالة روحية عميقة، حيث قال:
“إن هذا الفيلم هو علامة إيمان”. وتابع:” علامة إيمان تجعل الناس يرون أن الإيمان والمحبة قادران على تخطي كل الصعوبات. الله قادر على كل شيء، وكما تجاوزت نهاد الشامي كل المحن حتى حصلت على شفائها وأجرت عمليتها، فإن هذا الفيلم يُلهم الناس ليبقوا ثابتين في إيمانهم مهما كانت الظروف. وأنا سعيد بأنني كنت شريكًا في هذا الدور، لأن الإيمان هو المحرك الأساسي للحياة.”
وشدد:”بالنسبة لي، كانت هذه التجربة فرصةً لإعادة تقديم ولو جزء بسيط مما أنعم الله به عليّ، سواء من محبة الجمهور لي أو من نجاحي، لأن كل شيء هو بفضله.”
مارينيل سركيس: دور استثنائي ورسالة عميقة
في هذا العمل، تلعب الممثلة القديرة مارينيل سركيس دورًا مفصليًا يُضيف عمقًا كبيرًا للقصة من خلال شغفها وأدائها الصادق.
في مقابلة خاصة، عبّرت مارينيل عن تأثرها العميق بالقصة قائلة:”الشخصية التي جسدتها تحمل بداخلها الكثير من الصراعات، لكنها في النهاية تجد الإيمان كمنارة تضيء دربها. كل مشهد قدمته كان نابعًا من إحساسي الصادق بهذه القصة الملهمة.”
رانيا أشقر: فيلم يحمل نعمة مار شربل ورسالة للناس
تحدثت الاعلامية رانيا أشقر عن مدى تأثير القصة عليها وعن دورها في نشر رسالة نهاد الشامي، قائلة:
“وجود نهاد الشامي في حياتي هو نعمة كبيرة، وابنها عصام الشامي، المنتج، طلب مني أن أقوم بوثائقي عنها، وهكذا حصل. كان هذا نذرًا عليّ للقديس شربل. يذكّر الفيلم الناس بأن هناك إيمانًا، بأن الله موجود، وأن القديس شربل حاضر بيننا. أتمنى أن يصل هذا الفيلم إلى كل الناس.” وأكملت:”ربما لم يسبق أن شهدت السينما افتتاحًا حضره ألف شخص لفيلم واحد. إنها نعمة مار شربل، وهناك حجوزات للأشهر المقبلة، مما يدل على أن الناس بحاجة للعودة إلى إيمانها، إلى روحانيتها، إلى إنسانيتها. وكما رأينا، حضر الفيلم مسلمون ومسيحيون معًا، لأن الإيمان يجمع ولا يفرّق.”
في عرض الافتتاح، كان التأثر واضحًا على وجوه الحاضرين، الذين خرجوا من الفيلم محمّلين بالفرح، الحب، والإيمان العميق.
لم يغادر أحد القاعة قبل النهاية، وهذا وحده دليل على قوة الفيلم ومدى تأثيره.
“نهاد الشامي” – لأن الإيمان الحقيقي يغيّر الحياة!
