عروبة الإخباري –
كانوا صغارا لكن أحلامهم كانت كبيرة بحجم قلوبهم
في مدرسة عدنان زكي درويش الرسمية طرابلس لبنان كان اطفال سوريون يحاولون رسم مستقبلهم رغم الصعاب .بينهم محمد (طبوش) كما كان يحب أن يطلق عليه لأنه كان ممتلئ الجسد مرحا دائم الضحك وكأنه كان يحاول أن يحمل هموم إخوته واصدقائه بروحه الخفيفة وشهامته
قبل يومين ودع مديره الاستاذ سعدالله بيضا قائلا له بعبارات دافئة ساشتاق لك.
فضحك هل ستغادر لبنان؟
لا أنا.احبكم لكنني ساعمل لاساعد عائلتي
لا ادرس واعمل انت ذكي وشجاع وستنجح
ابتسم ابتسامة صفراء وبعينين تودعنا وخرج
لم يكن أحد يعلم أن العودة لن تكون ابدا وان الغياب هذه المرة سيكون أبديا
وفي الصباح خرج الوالد للعمل والام لشراء ملابس العيد كما وعدتهم
وظهرا دوى صوت سيارة الإسعاف والاطفاءفقد كان في القبو طبوش وإخوته ربما يتسامرون ربما يلعبون ربما يحلمون بالعيد …لكن الحلم لم يكتمل
اختنق المكان اغلق الباب تلاشت الاصوات وسقطت ضحكاتهم في ظلمة لارحمة فيها حاولوا ربما نادوا بأصوات مرتجفة لكن أحدا لم يسمع سوى الجدران التي بقيت شاهدة على لحظاتهم الأخيرة
عندما عاد الوالدان لم يجدوا سوى الصمت والمأساة ملابس العيد تحولت إلى رماد حزن والفرح الذي حملوه معهم تبخر في. الهواء
كيف يمكن لحياة أن تخطف بهذه القسوة ؟ كيف يمكن لبيت يمتلئ بالحياة يصبح قبرا في لحظة ؟
سمعت مدرسته الخبر فجلس المعلمون في صمت والدموع تخنق الكلمات
غاب طبوش غاب إخوته غابت ضحكاتهم التي كانت تملأ الساحة وأصبحت مقاعدهم فارغة واسماؤهم مازلت مكتوبة على دفاتر لم تغلق بعد
بعض الغياب لا يعوض وبعض القصص تظل ناقصة وبعض الاعياد لا تأتي ابدا
فليرحمكم الله برحمته يا طيور الجنة