عروبة الإخباري –
في وطنٍ يحمل في طياته ذكريات لا تمحى، وأحلاماً لا تزال تنبض بالحياة رغم الأزمات، يبقى الحنين إلى لبنان متجذراً في قلوب أبنائه المغتربين. هناك، خلف الحدود والمسافات، لا يزال صدى الأرزة يهمس بأسماء من غادروه، يذكرهم بجماله وتاريخه، ويدعوهم للعودة، ليس فقط بزيارات عابرة، بل بقلوب مفعمة بالانتماء والرغبة في البناء.
ومن هذا الشوق العميق، اطلقت الدكتورة الجامعية علا قنطار، حملة “عودوا يا مغتربين”، لتكون أكثر من مجرد دعوة، بل جسراً يصل الماضي بالحاضر، ويعيد وصل ما انقطع بين اللبنانيين ووطنهم، في خطوة تعيد الأمل بأن لبنان لا يزال يستحق الحب، والعمل، والاستثمار فيه من جديد.
ففي خطوة تهدف إلى تعزيز الترابط بين المغتربين اللبنانيين ووطنهم الأم، أطلقت رئيسة جمعية Association Avec Expat، الدكتورة علا القنطار، حملة “عودوا يا مغتربين”، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته في قاعة الوصول بمطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، بالتعاون مع عدد من الجامعات في الخليج وأوروبا.
وأعربت القنطار عن شكرها للمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، على جهودهما في المطار. وقالت: “رغم كل التحديات التي يمر بها لبنان، لم أنقطع يوماً عن وطني”.
وأضافت: “عودتي إلى لبنان اليوم تأتي لإطلاق مشروع بدأناه قبل الحرب، يهدف إلى تسليط الضوء على الأماكن السياحية والتراثية في البلاد، بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة. كما نعمل بالشراكة مع المغتربين اللبنانيين، من طلاب وأساتذة، الذين سيساهمون في دعم التعليم داخل المدارس والجامعات”.
وأكدت القنطار أن الهدف الأساسي للحملة هو تشجيع المغتربين على البقاء على ارتباط بوطنهم والاستثمار فيه، حتى في حال استكمال دراستهم في الخارج. كما أعلنت أن فيلم الحملة سيكون متاحاً للجميع، حاملاً رسالة واضحة للحفاظ على التراث الوطني وتعزيز الانتماء للبنان.
المغتربون ثروة لبنان الحقيقية
من جهته، أشاد السفير العالمي للسلام حسين غملوش** بالمغتربين اللبنانيين، قائلاً: **”من لبنان الجريح، أوجه إليكم تحية وطنية ملؤها الفخر والاعتزاز، فأنتم خير سفراء لبلد الأرز”.
وأضاف: “ندرك التحديات التي دفعتكم إلى الهجرة، ولكننا نؤمن أن نهضة لبنان لا تتحقق إلا بسواعد أبنائه. ومع بداية عهد جديد، يمكننا معاً إحداث التغيير وإعادة الوجه المضيء للبنان، ليكون وطناً يحتضن أبناءه ليس فقط خلال الزيارات الموسمية، بل للاستقرار والعمل والمساهمة في نهضته”.
وشدد غملوش على أن المغتربين يشكّلون رأس مال لبنان الحقيقي، مشيراً إلى أن نجاحاتهم في مختلف أنحاء العالم **تؤكد قدرتهم على تحقيق إنجازات كبرى داخل وطنهم إذا توفرت الظروف المناسبة. ودعا إلى وقف نزيف الأدمغة والهجرة، والعمل على استعادة الطاقات الشابة للاستثمار في بناء لبنان الجديد، مستفيدين من التطور التكنولوجي والرقمي والإمكانات الاقتصادية التي يمتلكها البلد.
واختتم قائلاً: “لبنان يحتاج إلى كل أبنائه للنهوض من أزماته، فعودوا لنكتب معاً فصلاً جديداً من الإبداع والازدهار لوطننا الغالي”.