اعتقال شباب الطفايلة المطالبين بحقوقهم: صرخة ضد البطالة والتهميش
عروبة الإخباري – مالك عواد –
في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشباب العاطلون عن العمل، شهد حي الطفايلة في عمان اعتقال عدد من أبنائه لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة في العمل. هذا التصرف أثار غضبًا واسعًا بين أبناء الحي والمجتمع الأردني ككل، حيث رأى كثيرون أن المطالبة بالحقوق لا يجب أن تُقابل إلا بالحوار والحلول العملية.
مما لا شك فيه بأنه لا يمكن إنكار أن البطالة أصبحت أزمة خانقة تضغط على الشباب الأردني، خاصة في الأحياء التي تعاني من التهميش وقلة الفرص. عندما خرج هؤلاء الشباب في الطفايلة ليطالبوا بحقهم في حياة كريمة، كان من المفترض أن يُستمع إليهم، لا أن يُعتقلوا وكأنهم مجرمون. إن الحق في العمل مكفول بالدستور، ومن غير المقبول أن يتم التعامل مع العاطلين وكأنهم خارجون عن القانون لمجرد أنهم عبروا عن معاناتهم.
لطالما كان أبناء الطفايلة رمزًا للكرامة والشجاعة، فهم يقفون دائمًا في الصفوف الأولى دفاعًا عن الوطن ومبادئه. ولكن اليوم، يُواجهون بالقمع بدلًا من الدعم، وكأن الحرية أصبحت جرمًا، وكأن الصمت هو الحل الوحيد المقبول. لماذا يتم التعامل مع الأحرار بهذه الطريقة؟ أليس الأولى إيجاد حلول لمطالبهم بدلًا من قمعهم؟
يا جلالة الملك، هؤلاء الشباب الذين وجهتهم لرفع أصواتهم ومطالبة بحقوقهم، يجدون أنفسهم اليوم معتقلين بدلًا من أن يُستجاب لهم. إن الأردن كان دائمًا وطن العدالة والحرية، ومن غير المنطقي أن يصبح التعبير عن الرأي سببًا للعقاب.
لا يمكن أن تُحل أزمة البطالة بالقمع أو الاعتقال، بل بالحوار الجاد والسياسات الاقتصادية العادلة التي توفر فرص العمل لجميع الشباب. إن هؤلاء الشباب لا يطالبون سوى بحقوقهم الأساسية، وبدلًا من إسكاتهم، يجب أن تُفتح لهم الأبواب للحوار والمشاركة في بناء مستقبلهم ومستقبل الوطن.
العمل حق، والحرية حق، والكرامة حق، ولا يجوز المساس بهذه الحقوق تحت أي ظرف. إن مستقبل الأردن يعتمد على شبابه، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الحقيقي للوطن. لا بد من وقفة جادة لمعالجة مشكلة البطالة، والاستماع إلى مطالب الشباب بدلًا من قمعهم.