عروبة الإخباري – الإعلامية كلاديس متى –
في لحظات الفقد، تتوقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن عمق الحزن، فكيف إذا كانت الراحلة قامة استثنائية مثل الإعلامية الراقية هدى شديد؟ إنها لحظة موجعة للإعلام اللبناني ولجميع من عرفوها وأحبّوا صدقها ونبلها. رحلت هدى تاركة خلفها إرثًا مهنيًا وإنسانيًا خالدًا، وشعورًا بالفقد لا يمكن تعويضه.
جاء رحيلها في يوم عيد الأم، وكأنها أرادت أن يكون وداعها موعدًا مع من تحب، حيث تلتقي روحها الطاهرة بوالدتها وأمنا العذراء في مشهد يحمل رمزية عميقة لنقاء قلبها وصفاء مسيرتها، هي بلا شك، لحظة تفيض بالمشاعر، تحكي الكثير عن شخصية استثنائية كانت عنوانًا للأمل والحق.
تميّزت هدى شديد بأسلوبها الهادئ والعميق، البعيد عن الإثارة والاستفزاز، ما جعلها تحظى باحترام الجميع. لم تكن مجرد إعلامية، بل كانت ضميرًا مهنيًا حيًا، تحمل الكلمة بمسؤولية وتنقل الحقائق بموضوعية، محافظة على القيم الأخلاقية والمهنية في كل خطوة من مسيرتها.
أثرها لم يقتصر على المجال الإعلامي، بل امتد إلى قلوب كل من عرفوها، فقد كانت مثالًا للإنسانية والتواضع والصدق. واليوم، برحيلها، يفتقد الإعلام اللبناني إحدى أبرز وجوهه المشرقة، لكن إرثها سيبقى حاضرًا، يلهم الأجيال القادمة ويؤكد أن الصحافة الحقيقية لا تموت برحيل أصحابها، بل تبقى شاهدة على قيمهم ومبادئهم.
رحم الله هدى شديد، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان، وستبقى في الذاكرة، صوتًا نقيًا لم تخفت أبدًا، ورمزًا لإعلام راقٍ نفتقده اليوم أكثر من أي وقت مضى.