عروبة الإخباري – طلال السكر –
تُعدّ وفاة الإعلامية الراقية، هدى شديد، خسارة كبيرة للإعلام اللبناني، حيث فقدنا قامة مهنية استثنائية جسّدت قيم النزاهة والموضوعية. في مقالها المؤثر، بجريدة الديار اللبنانية، سلطت الإعلامية، جويل عرموني، الضوء على مسيرة هدى شديد، التي لم تكن مجرد إعلامية، بل نموذجًا يُحتذى به في الصدق والالتزام والإنسانية.
رحيل هدى شديد، الذي جاء في يوم عيد الأم، أضفى بُعدًا إنسانيًا مؤثرًا على خبر فقدانها، وكأن القدر شاء أن تكون هذه اللحظة محطة لقاء بين روحها الطاهرة ووالدتها وأمنا العذراء. هذه الرمزية تؤكد مدى نقاء هذه الشخصية التي لطالما حملت في كلماتها الأمل والحق.
ما يميز مسيرة، هدى شديد، هو أسلوبها الهادئ والعميق، البعيد عن الإثارة والاستفزاز، ما جعلها تحظى باحترام الجميع. كانت صوتًا للحق ومثالًا للمهنية والتفاني في العمل الإعلامي. لم تكن مذيعة فقط، بل كانت صوتًا مؤثرًا في المشهد الإعلامي اللبناني، تنقل الحقائق بموضوعية وتلتزم بالمعايير الأخلاقية والمهنية.
وجاءت إشادة الإعلامية، عرموني، بصفات الراحلة، هدى شديد، الإنسانية ليست بغريبة، فكل من عرفها لمس تواضعها وطيبتها ورقي تعاملها. هي لم تكن فقط إعلامية بارعة، بل كانت أيضًا شخصية ملهمة تزرع الأمل والفرح في قلوب من حولها. حتى في أصعب لحظاتها الصحية، استمرت في العطاء، رافضة الاستسلام، محافظةً على إشعاعها الإيجابي عبر شاشة LBC، تنقل التفاؤل في كل إطلالة.
على الصعيد الشخصي، لكاتب هذه الحروف، انني عرفتها منذ حوالي شهرين، وخلال هذه الفترة القصيرة، لمست فيها شخصية استثنائية بكل ما للكلمة من معنى. لقد كتبت من أجلها كلمات تعبّر عن مدى تقديري واحترامي لها، فقد كانت مثالًا للإنسانة الطيبة التي تبعث الراحة والمحبة في قلوب من حولها.
إن الحديث عن هدى شديد لا يقتصر على مسيرتها الإعلامية، بل يمتد إلى أثرها العميق في قلوب من عرفوها. لقد كانت رمزًا للإعلام الراقي، ورحيلها خسارة لا تعوض، لكن إرثها المهني والإنساني سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وداعًا هدى، لقد كنتِ نموذجًا للمرأة الإعلامية القوية، الملتزمة، والإنسانة قبل كل شيء. سيبقى اسمك منقوشًا في ذاكرة الإعلام اللبناني، وسيظل صوتك صدًى حيًا في عقول وقلوب كل من تأثر برسالتك الإعلامية النبيلة.