عروبة الإخباري – كلاديس متى –
أمي… كم تمنيتُ أن يكون هذا اليوم مختلفًا، أن أسمع صوتكِ يبارك لي كما كنتِ تفعلين دائمًا، أن أقبل يديكِ وأرتمي في حضنكِ كما كنت أفعل طفلًا، لكنكِ رحلتِ… وتركتِ خلفك فراغًا لا يملؤه شيء، ووجعًا لا يداويه الزمن.
أمي… أشتاق إليكِ
أشتاق إلى ضحكتكِ التي كانت تضيء أيامي، إلى كلماتكِ التي كانت تهدئ روحي، إلى دفء يديكِ عندما كنتُ أضعها فوق رأسي فتزيل كل همومي. أشتاق إلى تفاصيلكِ الصغيرة، إلى رائحتكِ التي كانت تشبه رائحة الأمان، إلى صوتكِ حين كنتِ تدعين لي قبل النوم.
رحلتِ يا أمي، لكنكِ لم ترحلي عن قلبي. أغمض عينيّ فأراكِ، أتنفس فأشعر بوجودكِ، أمشي في دروبي فأسمع صدى صوتكِ يردد اسمي كما كنتِ تفعلين دائمًا.
كم يؤلمني غيابكِ
في عيدكِ، أقف بين ذكرياتي، أبحث عنكِ في زوايا الذاكرة، في ركن البيت الذي كنتِ تجلسين فيه، في صور قديمة تحمل ملامحكِ وابتسامتكِ التي لم تفارقكِ يومًا. أمد يديّ للسماء، وأتمنى لو أنني أستطيع أن أعانقكِ مرة أخرى، ولو لدقيقة واحدة، لأخبركِ كم أنا مشتاق، وكم أحتاجكِ، وكم أن الحياة بدونكِ لم تعد كما كانت.
أنتِ في قلبي إلى الأبد
أعلم أنكِ في مكانٍ أجمل، في رحمة الله التي لا تضاهى، لكن قلبي البشري يشتاق، وعينيّ تدمع، وروحي تتمنى لو أن الزمن يعود بي لحظة واحدة، لأقول لكِ: “أحبكِ” مرة أخيرة، لأشكركِ على كل شيء، لأمسك يديكِ وأخبركِ أنكِ كنتِ أعظم وأجمل ما في حياتي.
في عيدكِ يا أمي، لن أضع هدية بين يديكِ، لكنني سأضع دعائي بين يديّ الله، أن يسكنكِ فسيح جناته، أن يجعل قبركِ نورًا ورحمة، أن يجمعني بكِ يومًا حيث لا فراق ولا وداع.
رحمكِ الله يا أمي، وجعل الجنة مثواكِ، وجعل حبكِ في قلبي نورًا لا ينطفئ أبدًا.