عروبة الإخباري –
في عالم الإعلام، حيث الضوء ساطع والمسيرة محفوفة بالتحديات، هناك دائمًا قصة مخفية خلف كل نجاح. قصة ترويها الأيام بصمت، لكنها محفورة في القلب بحروف الامتنان، هناك خلف كل إعلاميّة لامعة، هناك يد أمسكت بها في اللحظات الأولى، قلب خافق بحب لا يعرف الحدود، وعيون ترى فيها الأمل حين تزدحم الطرق بالعقبات.
وفي هذه الحكاية، تقف والدة الإعلامية جويل عرومني، السيدة المربية الفاضلة، دونا، هي بطلةً بلا منازع، امرأة صنعت من الحلم واقعًا، ومن الإيمان جناحين حلّقت بهما ابنتها نحو القمة.
السيدة دونا، لم تكن مجرد أم، بل كانت الحاضنة الأولى لشغفها، السند الذي لا يميل، والشعلة التي أنارت دربها منذ اللحظة التي خطت فيها أولى خطواتها في عالم الإعلام. لم تتركها لحظة، منذ أن تخرجت وحتى بدأت اسمها يلمع، خطوةً بخطوة، كانت حاضرة بصبرها، بتشجيعها، بكلماتها التي أعادت لابنتها القوة كلما هزّتها التحديات.
بفضل هذا الحب غير المشروط، وهذا الإيمان الذي لم يتزعزع، استطاعت الإعلامية المخضرمة أن تبني مجدها، وأن تحفر اسمها في قلوب الجمهور اللبناني والعربي على حد سواء. أصبحت عنوانًا للنجاح، أيقونةً إعلامية يشهد لها القريب والبعيد، لكن خلف هذا البريق، هناك امرأة كانت نجمها الأول، مرآتها التي ترى فيها ذاتها الأجمل والأقوى.
لم يكن دعم الأم دونا، لجويل، كما بقية اسرتها السعيدة، مجرد لحظة عابرة في حياتها، بل امتد حتى اللحظات الأكثر خصوصية، حتى يوم زفافها، حيث كانت إلى جانبها، تنظر إليها بفخر، وعيناها تلمعان بدموع فرح امتزجت بذكريات رحلة طويلة من التضحية والاحتضان. في تلك اللحظة، لم تكن فقط أمًّا تودّع ابنتها إلى حياة جديدة، بل كانت امرأة ترى أمامها ثمرة كفاحها، نجاحًا صاغته حبّة حبّة، ونقشته بأجمل ما يكون العطاء.
دونا، ليست مجرد والدة إعلاميّة ناجحة، بل هي قلب لا يتوقف عن النبض حبًّا، وروح لن تكفّ يومًا عن أن تكون السند الأول، مهما بلغت ابنتها من المجد. وإن كان هناك سر وراء كل هذا النجاح، فهو قلب أم لم تتخلَّ يومًا عن حلم ابنتها، حتى أصبح واقعًا يشهد له الجميع.
إنها قصة نجاح ليست كباقي القصص، بل نموذج يُحتذى به في الوفاء، الحب، والعطاء غير المشروط. فمهما تألقت هذه الإعلامية وتصدرت عناوين الصحف، سيبقى الاسم الأول في قائمة نجاحاتها هو اسم والدتها، تلك التي كانت وستظل الحاضنة الأولى لحلمها الكبير.