عروبة الإخباري –
التهجير القسري يعني ببساطة إقتلاع شعب من وطنه التاريخي ونقله إلى مناطق خارج حدود وطنه وهذا ما حدث للشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧ بعد سلسلة من الجرائم والمجازر التي إرتكبتها قوات المستعمر البريطاني والعصابات اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح على مدار ٢٧ عاما وإثر العدوان الإسرائيلي على مصر والأردن وسوريا عام ١٩٦٧ .
المؤامرة الإسروامريكية :
المخطط الإسرائيلي الصهيوني الوكيل عن امريكا ومحورها قائم على مشروع إستيطاني إستعماري إحلالي على أرض فلسطين التاريخية ينفذ على مراحل ثلاث تم تنفيذ مرحلتين والآن يتم الإعداد لتنفيذ المرحلة الثالثة الأخيرة او ما قبل الأخيرة لطرد وإقتلاع ملايين من ابناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية بعدما تم تدمير شامل لما يزيد عن ٨٠ % من مساحة القطاع وتدمير عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وخاصة مخيمات جنين وطولكرم وعين شمس ومنع سكانها من العودة إليها وإعادة بناء ما تم تدميره بهدف الوصول إلى طرد مسلمي ومسيحيي فلسطين وبقاء ” إسرائيل ” دولة يهودية نقية عدوانية توسعية تعمل لصالح الهيمنة الأمريكية ومخططها لإخضاع الوطن العربي الكبير باقطاره لما يتمتع به من موقع إستراتيجي ولما يملكه من ثروات معدنية وثروات نفيسة نادرة للنفوذ الإستعماري الامريكي الذي يسعى لضمان سيطرته السياسية والإقتصادية والعسكرية على منطقتنا العربية لعقود قادمة مباشرة او من خلال وكيله الكيان الإسرائيلي المصطنع رمز الإرهاب والتطرف المجبول بفطرته على القتل والتدمير والعدوان .
كيف تتعامل أمريكا مع منطقتنا العربية :
على الرغم من المصالح الأمريكية التي لا حصر لها بالوطن العربي إلا أنها تتعامل مع الدول العربية بعد نجاح مخطط سايكس بيكو بتقسيم الوطن العربي إلى دول وزرع عوامل الفرقة والتشرذم بينها بنظرة دونية وسادية فلم تراع في اي مرحلة مصالح اي من الدول بالأمن والإستقرار والتنمية بل لجات إلى تدمير وزعزعة إستقرار اي نظام حكم خارج المظلة الأمريكية او حتى لمجرد التفكير بذلك والامثلة كثيرة منها عدم إحترام قرارات القمم العربية او العربية الإسلامية وكذلك بعد الرفض الأمريكي والإسرائيلي المباشر لقرار قمة القاهرة الاخير الذي خصص لتقديم خطة عربية بديلة لخطة ترامب بإعادة الإعمار بقطاع غزة مع بقاء المواطنين الفلسطينيين في ارض وطنهم اي رفض مشروع ترامب نتنياهو بالتهجير القسري المصنف وفقا للإتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية ولنظام المحكمة الجنائية الدولية بجرائم إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية في رسالة بالغة الوضوح بالإستخفاف باهمية القرارات التي يعتبرها ما هي إلا حبر على ورق وعلى مضيه بتنفيذ مؤامرة التهجير القسري للأردن ومصر و لأي دولة اخرى دون اي إعتبار لتداعيات ذلك أمنيا وإقتصاديا واجتماعيا على دول حليفة وصديقة للولايات المتحدة الأمريكية كمصر والاردن .
المطلوب عربيا لفرض مصالحها :
لم يعد مقبولا ان تبقى الدول العربية صامتة أمام العنجهية الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية بعدم إحترام قراراتها حفاظا على امنها وإستقرارها جنبا إلى جنب مع دعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مما يتطلب من القادة العرب مغادرة مربع العجز والتبعية والشعور بعدم القدرة العملية بالتصدي للمخطط الإسروامريكي العدواني التوسعي الذي لا يستثني اي دولة عربية إلى مربع الفعل والإنتصار لذاتها ولدورها على الساحة العالمية كلاعب فاعل وليس مفعول به وذلك عبر :
أولا : إستثمار عناصر القوة التي نملكها وما تعنيه بالعمل على سد ثغرات الضعف وعلى راسها الفرقة والخلافات البينية والتشرذم التي اثبتت الوقائع انها العامل الأساس وراء إستباحة الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل .
ثانيا : التعامل مع امريكا خاصة ودول العالم عامة بلغة المصالح المشتركة فلا يجوز أن تبقى العلاقة بإتجاه واحد لصالح امريكا ونفوذها .
ثالثا : الإتفاق على تبادل المصالح بلغة الميزان مصالح الاطراف الأخرى بكفة ومصالح الأمن القومي العربي الذي يمثل إستمرار الإنحياز الأمريكي للكيان الإستعماري الإسرائيلي ودعمه بعدم تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية التي تدعوا لإنهاء إحتلاله للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة والمعترف بها دوليا تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية العنوان لتقويض الأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي .
رابعا : المبادرة بقطع او تجميد كافة اشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والإعلامية والامنية مع ” إسرائيل ” ورفض إقامة اي علاقة مباشرة او غير مباشرة قبل إتمام إنسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة إثر عدوان حزيران ١٩٦٧ او ما بعدها تنفيذا للمبادرة العربية ولميثاق الأمم المتحدة ولمئات القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة .
خامسا : في حال إستمرار الإنحياز والدعم الأمريكي للمخططات العدوانية التوسعية الإسرائيلية والمضي بإرتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي والإستمرار بتنفيذ مخطط التهجير القسري حيث لا يوجد بالقانون الدولي تهجير طوعي المبادرة لسحب السفراء من امريكا واي دولة تدعمها وتجميد إن تعذر إلغاء العقود والإتفاقيات الإقتصادية المبرمة كوسيلة ضفغط فاعلة .
سادسا : تشكيل جبهة دولية واسعة للتقدم للجمعية العامة لعقد دورة طارئة لإستصدار قرارين بحق إسرائيل:
• فرض العقوبات المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة اي عزلها كليا عن المجتمع الدولي .
• تجميد وتعليق عضويتها بالأمم المتحدة لإنتهاكها ميثاق الأمم المتحدة ورفضها تنفيذ اي من القرارات الدولية خلافا لإلتزاماتها بموجب المادة ٢٥ ولعدم تنفيذها قرار الجمعية العامة رقم ٢٧٣ الذي إشترط لقبول إسرائيل عضوا بالأمم المتحدة تنفيذها قراري الجمعية العامة ١٨١ و ١٩٤.
امريكا وربيبتها إسرائيل لا تحترم الضعيف وبالتالي لا بد من فرض قوتنا بوحدة الموقف العربي السياسي والإقتصادي والعسكري لفرض حقوقنا ومصالحنا قبل الندم وستبقى فلسطين التحدي والعنوان والبوصلة إما نحو القوة او الإستمرار بحالة الضعف …
آن الوقت مع قرب ولادة نظام عالمي جديد أن نفرض أنفسنا عربا ومسلمين واحرار العالم كقطب مستقل حفاظا على حقوقنا ومصالحنا وامننا ووحدة اراضينا… ؟
الإستراتيجية الامريكية تستند إلى أن الدول العربية يتكلمون ولا يفعلون …. فلندحض القناعة الأمريكية بفعل ما نقول
العرب يتكلمون ولا يفعلون …لدحض الفكرة الأمريكية… بخطوات عملية؟* د فوزي علي السمهوري
7