عروبة الإخباري –
تُعَدّ الدكتورة الجامعية علا قنطار من أبرز الأكاديميين اللبنانيين الذين يكرسون جهودهم لقضية التعليم في لبنان، مسلطةً الضوء على التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، وخاصةً مسألة تدني رواتب المعلمين. ففي ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، شهدت رواتب المعلمين تراجعًا حادًا، حيث انخفض متوسط الراتب من حوالي 250 دولارًا شهرياً إلى ما يعادل 5 دولارات للساعة.
تُشير التقارير إلى أن متوسط راتب الأستاذ يبلغ نحو ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، بينما تُقدَّر تكاليف الحد الأدنى للمعيشة الطبيعية في لبنان بحوالي 10 ملايين ليرة. هذا التفاوت الكبير أدى إلى امتناع العديد من الأساتذة عن التعليم ما لم يتم ردم هذه الهوة العميقة بين الرواتب وتكاليف المعيشة.
إن اهتمام الدكتورة علا قنطار بمسألة التعليم ينبع من إيمانها العميق بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع متماسك ومزدهر. وترى أن تحسين أوضاع المعلمين هو خطوة أساسية لضمان جودة التعليم واستمراريته. وقد أشارت تقارير إلى أن بعض المدارس لا تزال تدفع كامل الرواتب، في حين تدفع مدارس أخرى رواتب مجتزأة بسبب الأزمة الاقتصادية، وتعمد مدارس إلى صرف الأساتذة. كما أن 80% من المدارس بحاجة إلى أساتذة، ليس فقط بسبب الهجرة التي يقبل عليها الأساتذة على الرغم من مستوى تدني قيمة عروض العمل، ولكن لأسباب أخرى ترتبط بالأزمة الاقتصادية في لبنان.
تُشدِّد الدكتورة قنطار على ضرورة وضع سياسات تربوية فعّالة تهدف إلى تحسين أوضاع المعلمين المعيشية، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب. وتؤكد أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الوطن، وأن تجاهل هذه القضية سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
في الختام، يُعتبر اهتمام الدكتورة علا قنطار بمسألة التعليم في لبنان وتدني رواتب المعلمين دعوة صادقة للمسؤولين وصنّاع القرار لاتخاذ خطوات جادة وفعّالة لمعالجة هذه القضية الملحّة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.