عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن –
ذكر موقع أكسيوس أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يحاولون التخفيف من حدة التوترات التي استمرت أياما عدة وراء الكواليس بسبب المحادثات غير المسبوقة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مع حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ونقل الموقع عن السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض قولها إن ترامب يدعم بالكامل المحادثات التي أجراها مبعوثه لشؤون الرهائن آدم بولر مع حماس .
وأفاد مسؤولون صهاينة بأن رئيس وزرائهم النتن ياهو رفض الدخول في صدام علني مع ترامب منذ الكشف عن هذه المحادثات على الرغم من محاولاته التحايل حول موضوع المفاوضات قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو بارسال وفداً تفاوضياَ لاجل التفاوض فقط.. فهذا الوفد منزوع الصلاحيات كالمعتاد ويضم الوفد نائب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومنسق شؤون الرهائن ومستشاره بهدف كسب المزيد من الوقت لايجاد مخرج ما يحول دون إتمام صفقة تبادل الاسرى بل والعودة الى حالة استنفار عام داخل الكيان الصهيوني للإبقاء على تماسك حكومته وبالتالي بقاءه في السلطة وتأجيل الصدام مع ترامب قدر المستطاع مع محاولات التنصل من الاتفاق حول الاسرى مع حماس في مرحلته الثانية والتي تتضمن انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة .
وقد نقلت القناة الـ13 العبرية عن مسؤولين صهاينة متطرفين كبار حديثهم عن شعور بالغضب إزاء سلوك واشنطن في إدارة المفاوضات بشأن وقف اتفاق إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، ومن عجز النتن ياهو عن معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأشار المسؤولون إلى ما سموها محاولة لإجراء مفاوضات فوق رؤوس الصهاينة، وأنه ليس هناك مجال كبير للمناورة وفي السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع بأن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب من النتن ياهو قال خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني إن محادثات “مبعوث الرهائن الأميركي” مع حماس لا تمثل موقف إدارة ترامب حسب وصفه الا ان السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض وخلال حديث لها إن ترامب يدعم بالكامل المحادثات التي أجراها مبعوثه لشؤون الرهائن آدم بولر مع حماس وكان المبعوث الأميركي قد أكد أن الاجتماع وتبادل وجهات النظر مع حماس كانا مفيدين للغاية، مشددا على أن من واجبه التفاوض مع الجميع بغض النظر عن كونهم أخيارا أو أشرارا، وفق تعبيره وقال بولر في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن الاجتماع مع حماس قد يتكرر، وإنه من الممكن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد يكون من بنودها خروجها من المشهد السياسي في قطاع غزة المحاصر حسب قوله .
اللافت في الامر ليس استياء الصهاينة من هذه المحادثات فالصهيونية تريد ان تبقى هي المصدر الوحيد للمعلومات بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية حتى بالرغم من اكتشاف اكاذيبها وذلك بهدف السيطرة على توجهاتها في هذا الملف.. كون ان الحقيقة بشكل عام تضر بمصالح الكيان الصهيوني لكن وبالرغم مما قدمته حركات المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل من تضحيات تستاء الرئاسة الفلسطينية من هذه المحادثات والاجتماعات امر في غاية الغرابة فقد انتقدت الرئاسة الفلسطينية اتصالات حركة حماس مع “جهات أجنبية وإجراء مفاوضات دون تفويض وطني”، وذلك بعد أيام من لقاءات قادة الحركة مع آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الأسرى جاء ذلك في بيان لمتحدث باسم الرئاسة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” كما ان الرئاسة الفلسطينية استنكرت ما سمته إصرار حركة حماس على تشتيت الموقف الوطني الفلسطيني من خلال فتح قنوات اتصال مع جهات أجنبية (دون تحديد) وإجراء مفاوضات معها دون تفويض وطني وبما يتعارض مع أحكام القانون الفلسطيني الذي يجرم التخابر مع جهات أجنبية” وقد تناسى هذا البيان مفاجئة اتفاق أوسلو والتخابر مع العدو الصهيوني قبل ثلاثون عاماً والتي شكلت صدمة صاعقة لابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وبما يتعارض في الأصل مع الميثاق الوطني الفلسطيني والميثاق العام لمنظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ودون تفويض وطني وشعبي بالاعتراف بالكيان الصهيوني وبما يتعارض مع أحكام الميثاق الوطني الفلسطيني آنذاك والذي كان يجرم التخابر مع العدو الصهيوني وكون ان التخابر مع جهات خارجية امر غير مقبول وطنياً وشعبياً فالوقوف ضد المقاومة امر غير مقبول نهائياً وقد يصل ليس فقط انعدام حالة انعدام ثقة كما هو حاصل بين الحليفين التقليديين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بل الى اكثر من انعدام ثقة..
لا عهد لهم.. انعدام ثقة.. !
15
المقالة السابقة