عروبة الإخباري – د. فلك مصطفى الرافعي –
الحراك النسوي لإكتساب حقوق مهضومة يندرج في نضالية محمودة لتثبيت معادلة المناصفة في المواقع المؤثرة… غير أن الحصة النسائية “الكوتا” مهما بلغ شأنها فهي تحصر المرأة في نسبية رقمية هي دون الطموح ليغدو الفوز بها إنتصارا لا يقارب التسوية المطلوبة اللهم إلا تحت مفهوم مقولة “خذ و طالب”.
في لبنان تعوّدنا على الاعراف حتى في طائفية بعض الوزارات و السفارات و المناصب قد تقع الحرب اذا اخذت المداولة في السلطة دورتها، لأن كل طائفة تعتبر أن بعض المكاسب، و لو اتت مصادفة، صارت تقليدا مقدسا لا يُمس و لو على حساب الدستور المعمول بالأصل لحماية (جدول القسمة)، و إلا (فجدول الضرب) هو الخيار … و لم يخل التاريخ من مرحلة إلا و كانت له محطات عند إمراة ما تصدرت الحدث .
احطّ في هذه العجالة على ارض مطار الحصة النسائية في لبنان، حيث دخلت المرأة الحكومة و مجلس النواب و سدّة القضاء و المؤسسة العسكرية و السلك الدبلوماسي، و في المهن الحرة صار لها الدور البارز في نقابة المهندسين و الأطباء و ارجحية عددية في نقابة المحامين و رئاسة بعض النقابات.. كذلك نشطت المرأة في قيادة ملفتة للقطاع الاجتماعي و دورها الريادي في الجمعيات ذات الأهداف الإنسانية،
و ربما غابت المرأة عن نشرات فوربس المالية كمالكة أساسية مكتفية أنها زوجة لكل متصدّر للقائمة الأغلى في العالم… وهي فاعلة حقيقية في منظمات عالمية، و أهمها حقوق الإنسان التي تمتطي دائما فرس المطالبة الدؤوبة بإنصافها و تحصيل حقوقها كونها نصف المجتمع دون الإفصاح على أنها تحكم النصف الآخر كونها الام و الزوجة و الإبنة!!!!
كان لنشاط المرأة في كسب المزيد من سباقات الفوز وقنص المناصب التي تستحق بعد قناعة عالمية أن معظم الرتب لا كلها هي جديرة بإدارتها ، و الكل يدرك الخصوصية الأنثوية و التركيبة الوراثية التي تحول بينها و بين بعض المهام، و يبقى على الناشطات في حقل المقامات النسائية للعدالة الاجتماعية العمل على إنهاء العمل و التبني لكذبة و افتراء توارثي مزيف يلحق الضرر بالمراة و يضعها في مكان هي منه براء، و الفبركة المستقاة من كرنفال الكذب اليهودي تلقي باللوم على امنا “حواء” الانثى العالمية الاولى انها السبب بإخراج والدنا آدم من الجنة، و الغريب ان الكثير من ابناء جلدتنا يروّجون هذا الافتراء، علما ان القرآن الكريم قد حسم الامر و بيّن الحقيقة بقوله تعالى “فعصى آدم ربه” لان لديه القوامة و له الكلمة الفصل في الإختيار، و ايضا اتى السياق القرآني ان الشيطان قد وسوس لكليهما مصداقا لقوله سبحانه وتعالى”فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه”…ثم يحصر الأمر بأبينا آدم بقوله الكريم “فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التوّاب الرحيم”، فعلينا العمل بالنصوص المحفوظة و التاكد من صحتها حتى لا نقع في المحظور. و علينا عدم ممارسة جهالة الاخذ من اية جهة دون الرجوع إلى المصادر الموثوقة، والكف عن تسمية الشجرة الملعونة بانها شجرة التفاح لأن ايضا إختيار النوع هو إفتراء يهودي.
و في الرجوع الى السرد القرآني لهذا نقرا “و قلنا يا آدم اسكن انت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين”.
الحصة النسائية جهاد و صبر من طليعيات و ماجدات نرفع لهنّ القبعة، و المرأة في شعر الامير شوقي هي الام التي اذا اعددناها اعددنا شعبا طيّب الاعراق.
كثيرات من النساء هن امهات و زوجات و اقارب كنّ في طليعة الايمان و مقدمة الشجاعة و مطلع الشهادة و الاستشهاد و انبل المعجزات. في يوم المرآة العالمي سكنت اولئك السيدات عقلي و عاطفتي و حروفي و قلمي و اوراقي … وهناك امثلة كثيرة لكوكبة من النساء تحمل آلاف التواقيع لبطولات خارقة، ليتنا نتذكرهن و نذكرهن في عيد المرآة العالمي.