عروبة الإخباري – طلال السكر –
تناولت الدكتورة، فلك مصطفى الرافعي، في مقالتها قضية الحصة النسائية “الكوتا” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مسلطةً الضوء على الحراك النسوي في لبنان ضمن سياقٍ أوسع لتمثيل المرأة في مواقع القرار. وقد قدمت طرحًا نقديًا متوازنًا حول أهمية المناصفة، مشيرةً إلى أن “الكوتا” رغم كونها خطوة إيجابية، تبقى قاصرةً عن تحقيق المساواة الحقيقية، إذ تحصر المرأة في نسبة محددة لا ترقى إلى الطموحات المنشودة.
بدون أدنى شك او مواربة بان ما طرحته د. الرافعي، قد جاء عميقًا في استعراضه للأعراف السياسية اللبنانية التي تجعل من توزيع المناصب مسألة طائفية أكثر منها استحقاقًا مبنيًا على الكفاءة، مما يعكس تحديات إضافية تواجه المرأة في مسعاها لتحقيق تمثيل عادل. وقد أضاءت الكاتبة على الإنجازات التي حققتها المرأة اللبنانية في مجالات مختلفة، من القضاء والسلك الدبلوماسي إلى النقابات المهنية والجمعيات الإنسانية، وهو توثيق موضوعي للتقدم الذي أحرزته المرأة رغم العوائق الاجتماعية والسياسية.
تميزت مقالة الدكتورة فلك الرافعي، بتحليلها العميق للروايات الدينية والاجتماعية التي حملت المرأة مسؤولية بعض الإخفاقات التاريخية، لا سيما الإشارة إلى الخطاب المتوارث حول خروج آدم من الجنة، حيث استندت الكاتبة إلى النصوص القرآنية لتفنيد الافتراءات التي حمّلت “حواء” مسؤولية هذا الحدث الكوني. هذه الإضافة أعطت المقال بعدًا فكريًا يعزز من أهمية التمحيص في الروايات التاريخية وعدم التسليم بالمقولات النمطية التي تكرس تهميش المرأة.
ختامًا، مقالة الدكتورة الإعلامية، فلك مصطفى الرافعي، تُعد نداءً تقديريًا للمرأة في نضالها المستمر، حيث احتفت الكاتبة برموز نسائية كانت في طليعة الإيمان والشجاعة والاستشهاد، داعيةً إلى تخليد ذكراهن في يوم المرأة العالمي. وقد جاءت لغة المقالة متينة، تجمع بين العمق الفكري والبعد الإنساني، مما يجعلها إضافة نوعية للنقاش حول قضايا المرأة وحقوقها.