عروبة الإخباري –
في خضم استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني الوحشية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي تعد أبشع صفحة في سجل الإبادة الجماعية بالتاريخ الحديث، وتزامناً مع الكشف عن المخططات الصهيونية الجديدة التي يروج لها رئيس معارضة الاحتلال “يائير لابيد” في واشنطن، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال تحت شعارات انسانية زائفة، والتي تأتي مكملة لما طرحه الرئيس الامريكي دونالد ترامب من خطة لتهجير قطاع غزة والتي تجرد الفلسطيني من ادميته ومن حقوقه الجماعية، وتحاول تكريس ان المشكلة تكمن في الوجود الفلسطيني في اكبر عملية تظليل واستعماء سياسي وقانوني واخلاقي، يتغافل حقيقة ساطعة ان المشكلة في الاحتلال المجرم وان اقصر الحلول تكمن في انهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الثابتة والمشروعة، كما ويتساوق مع مطالب الاحتلال في تجاوز القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية الشرعية ويرفض توليها لمهامها في قطاع غزة ويدمر كل مقومات بقائها في الضفة الغربية.
ان الجبهة العربية الفلسطينية اذ تؤكد رفضها المطلق لهذه المؤامرات، فانها تستنكر صمت المجتمع الدولي المريب الذي يغذي جرائم الحرب وينتهك أبسط مبادئ العدالة والإنسانية.
ان المجتمع الدولي أمام اختبار الضمير، وهو ما يجعلنا نجدد دعوتنا لهيئات الأمم المتحدة، وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى الاضطلاع بدوره في حماية الامن والسلم الدوليين والذي يشكل الاحتلال بجرائمه اكبر مهدد لهما في المنطقة والعالم مما يتطلب فرض عقوبات دولية فورية على كيان الاحتلال، بما في ذلك حظر توريد الأسلحة ومواصلة محاكمة قادته المجرمين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
كما وندعو الجمعية العامة الى تعليق عضوية الكيان الصهيوني في جميع المنظمات الدولية حتى التزامه بقرارات الشرعية الدولية ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
إن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حازم يُكافئ التواطؤ في الجريمة، ويُشجع الاحتلال على المضي قدماً في مخططاته التصفوية.
وعلى المستوى العربي نؤكد انه مع اقتراب انعقاد القمة العربية، فان هذه القمة ليست مناسبة عادية، بل محطة تاريخية لإنقاذ فلسطين والأمة، فهي لحظة مصيرية للتحول من الخطاب إلى الفعل.
وهذا يتطلب اتخاذ قرارات واضحة برفض كل مشاريع التهجير وتصفية القضية الفلسطينية واتخاذ خطوات على الارض تبدأ برفع الحصار الصهيوني فوراً عن غزة، وفتح المعابر البرية والبحرية تحت إشراف عربي ودولي، كما يتطلب قطع كل اشكال العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الاحتلال الذي يشكل تهديدا للامن القومي العربي باكمله، كما من الضروري تفعيل الصندوق العربي لدعم صمود الشعب الفلسطيني مادياً وقضائياً، وتمويل حملات فضح جرائم الاحتلال عالمياً. وكذلك دعم وتعزيز صمود الشقيقتين مصر والاردن في تصديهم لمشاريع التهجير، وتوفير شبكة امان مالية وسياسية لهما في مواجهة التهديدات الامريكية، مؤكدين أن أي تراجع عربي عن واجب الدعم سيكون خيانةً للدم الفلسطيني وللاخوة العربية والمصير المشترك.
وعلى المستوى الفلسطيني و في مواجهة العدوان المتواصل، تؤكد الجبهة أن الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة شعبنا على اي اعتبار هي فرضا وطنيا، وان الشعب والتاريخ سيلعن ولن يغفر لمن يغلب مصالحه الفئوية على مصالح شعبنا، الذي يحتاج الان الى كل اشكال دعم صموده لمواجهة التهجير والابادة التي يتعرض لها.