عروبة الإخباري –
يقول المثل: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، وهذه المقولة تعكس أهمية التعليم في بناء الفرد والمجتمع. في لبنان، يُعَدُّ التعليم ركيزة أساسية للتطور والتنمية، رغم التحديات العديدة التي تواجهه. يتميّز النظام التعليمي اللبناني بتنوعه وانقسامه إلى مراحل أساسية تهدف إلى تأهيل الطلاب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها لمستقبلهم.
مراحل التعليم في لبنان
ينقسم التعليم في لبنان إلى عدة مراحل أساسية:
التعليم الأساسي: وهو إلزامي ومجاني في المدارس الرسمية حتى الصف التاسع الأساسي، ويشمل مرحلتين:
– التعليم الابتدائي (من الصف الأول حتى السادس)
– التعليم المتوسط (من الصف السابع حتى التاسع)
التعليم الثانوي: يمتد لثلاث سنوات، ويُختتم بإجراء امتحانات الشهادة الثانوية الرسمية (البكالوريا اللبنانية) التي تحدد مسار الطالب الجامعي.
التعليم الجامعي: يتميز لبنان بوجود جامعات مرموقة، منها الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، التي تقدم برامج أكاديمية متنوعة في مختلف التخصصات.
التحديات والطائفية في المناهج
رغم جودة التعليم اللبناني مقارنة بدول المنطقة، إلا أنه يواجه تحديات جوهرية، أبرزها التأثير الطائفي في المناهج الدراسية. لا يزال التاريخ اللبناني يُدرَّس بوجهات نظر متباينة تعكس الانقسامات السياسية والدينية، مما يعوق بناء هوية وطنية موحدة. لذلك، من الضروري العمل على تحديث المناهج بحيث ترتكز على الهوية الوطنية الجامعة بعيدًا عن الطائفية، لتعزيز روح الانتماء إلى لبنان كدولة موحدة للجميع.
التركيز على الوطن والانتماء
لبنان بلد ذو تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حيث كان مركزًا للحضارات الفينيقية والرومانية والعربية، ولعب دورًا هامًا في الثقافة والتجارة في المنطقة. إن غرس روح المواطنة الحقيقية في نفوس الأجيال الناشئة يتطلب توجيه التعليم نحو تعزيز القيم الوطنية، من خلال تدريس تاريخ لبنان الغني بإنجازاته بعيدًا عن الانقسامات السياسية. يجب أن يتعلم الطلاب عن شخصيات لبنانية بارزة ساهمت في نهضة البلد، وعن ماضيه الذي يُظهر قدرته على التكيف والتطور رغم التحديات.
نحو مستقبل تعليمي أفضل
لتحقيق تعليم أكثر فاعلية، يجب التركيز على تطوير المناهج، وتأهيل المعلمين، وتعزيز مهارات البحث والتفكير النقدي لدى الطلاب. كما يجب دعم المدارس الرسمية وتحسين بناها التحتية، لضمان حصول كل طفل لبناني على حقه في التعليم الجيد بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الطائفي.
ختامًا، التعليم في لبنان يمثل أملًا لمستقبل أفضل، وهو المفتاح لبناء مجتمع متماسك قائم على المعرفة والانتماء الوطني. فإذا استطعنا تجاوز العوائق الحالية، يمكن أن يصبح التعليم في لبنان نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، يسهم في بناء أجيال قادرة على صنع التغيير الإيجابي.