عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
يلفت الانتباه شعار البنك العربي الجديد الذي احتفظ بالسمة الأساسية للشعار القديم، وجعل الكثيرون يميزونه بسرعة وبدون شرح حين جاء الإطار العام للشعار ثابتاً يدل على الأبدية وأن الوصول بداية
تخفف الشعار الجديد من رسومات داخل الإطار، لم تعد تعني دلالاتها بعد التطوير الكبير الذي شهده البنك، حين كان في البداية بحاجة اليها ليشير الى زمان ومكان محددين كانا يلزمانه.
اليوم والبنك العربي يجلس في مقاعد العالمية ويتداول معها العمل الاقتصادي المصرفي ويتمتع بالتفوق والمصداقية، فإن الشعار لا بد أن يكون بسيطاً ودالاً وخفيفاً على المشاهد العربي وغير العربي ومواكباً للجمال والعصرية، فالشعارات لم تعد تستعمل لدلالات التفسير والشرح،فقط وإنما للربط الرمزي ما بين الشعار ودلالاته، ولذا نجد كثيراً من الشركات الهامة والعالمية تحتفظ بشعارات غاية في البساطة ومريحة للعين،
في الشعار يتجلى البعد الرقمي،
ولا داعي للاشفاق في أن الرسوم التي خرجت من داخل الشعار قد هونت من الدلالات التي كانت تعنيها ، فقد ظل الاسم البنك العربي قائماً وساطعاً فيه الشعار وفيه الدلالة.
ولعل مفهوم اللانهاية الفنتي في المنتجات المتداخلة تجعل الشعار الجديد يكرس ذلك ويتطلب أن يكون مباشراً في الدلالة على ذلك وهو ما تحققق في العبارات الشارحة المرافقة عن البداية وعن الاستمرارية واللانهائية، ففي البداية والنهاية يأتي اسم البنك العربي ملتصقاً بالشعار، الشعار هنا يلازم البنك ملازمة الظل للجسم، واسم البنك العربي هو الذي يفسر الشعار وليس الشعار الذي يفسر البنك، ومن هنا سيمر وقت ليصبح الشعار في دلالة ملتصقة ويغني ورود احدهما في مصب العين عن ورود الآخر في المشاهدة وهذا هو المطلوب.
كانت الخطوة هذه ضرورة منذ بدايات التطور الكبير الذي شهده البنك العربي في مرحلته الأخيرة قبل حوالي عشر سنوات، حين جاءت قيادة جديدة للبنك العربي، لم تستعجل التغيير ولم تحدث انقلاباً، وإنما بنت على المبني ومكنت ورفعت المزيد من مداميك التوسع والتطور والإنجاز، الى ان جاء التغيير سلساً لا ينافس أحداً ولا يقلد أحداً ويحافظ على التكوين الأساسي في الشعار السابق، وهو مستوحى منه وليس منقلباً عليه.
بصراحة، الشعار، أعجبني وأدركت أن مصممه يحترم تاريخ البنك ومكانته وهويته وفي نفس الوقت يرغب أن يكون الشعار حيث وصل البنك من موقع ومن إنجاز ومكانه.
لقد عكس الشعار مسيرة البنك بداية وإنطلاقة مستمرة لا توقف فيها تأخذ طابع الأبدية، والتغيير هو سنة الحياة وهو المطلوب دائماً من أجل المواكبة، فقد تطور البنك العربي من نشأته حتى اليوم بشكل مذهل وكبير وكان لزاماً ان يتطور معه شعاره، صحيح ان بعض الشركات والمؤسسات العالمية الشهيرة تعمل شعاراتها البسيطة منذ أن بدأت ولم تفارقها او تتركها وبقينا نعرفها من تلك الشعارات التي اصبحت بديلاً للأسم، ولكن العربي مختلف فاسمه هو شعاره هو العربي واي شعار جديد جميل كالذي تم يمكن أن يحمل الدلالة على البنك العربي. الذين لم يعجبهم وهم أحرار والذين نقدوه، إنما قاموا بعملية إسقاط لآراء جاهزة ومواقف موظفة لثقافة معينة لا علاقة للبنك بها، فالشعار الذي تغير ليس وسماً ولا شعاراً دينياً، جرت .. عنه او الخروج عن دلالاته، وإنما اراد المسؤولون من التغيير أن يجعلوا البنك العربي بشعارة أقرب الى الناس وأريح في الدلالة عن الموصوف.
التهنئة للعربي على بنك يبيض الوجه ويجعل كل عربي يعتز ويفتحر به ونحن نراه منتشراً في عواصم العالم، فنرى هويتنا في السفر فيه ونسر بالتعامل معه، والتهنئة قبل الشعار وبعده لما حقق البنك العربي من انجازات غير مسبوقة في ارباحه ومن .. واخلاص في ارتفاع نسبة توزيع الأرباح هذا العام لتصل الى 40%، وهذا ما يستحق التنويه، كما أن التهنئة الخاصة للبنك العربي على ما انجزوه وما تحمل في مجال المسؤولية الاجتماعية والمبادرات المتجددة منها باستمرار، فهل البنك أو المؤسسة الاقتصادية … في المملكة في تنوع العطاء وحجمه ودلالاته في مجال المسؤولية الاجتماعية ذات الأهداف الواضحة والصائبة المؤثرة.
سيمضي البنك العربي مع شعاره الجديد في عملية إقلاع مستمرة، يمتلك اجواءها وميادينها، طالما توفرت فيه الإمكانيات والإرادة والإدارة الكفؤة التي تحملت المسؤوليات في أزمات لم تكن سهلة، ولكن عزيمتها كانت أقوى، الى أن جلس البنك العربي الآن في المكان اللائق به محلياً وعربياً دولياً.
الذين انتقدوا الشعار لم يفهموا دلالاته ولم يدركوا أن الضمانة لم أدعو الحرص عليه هو في اسم البنك فهو البنك العربي.
اعتقد أن الشعار الجيد عمق هوية البنك من حيث دلالة البداية واللانهائية وحذف القديم اذ لم يحذف شيئا سوى ثقل الشعار القديم وغياب دلالته عند تاسيس البنك العربي، قد يكون للشعار القديم دلالة في التنافس وتأكيد هوية محلية لمجتمعات ناشئة تضع رموزها أمامها للتعرف في حينه، ولكن تغير الزمان والمكان والدور، فاستلزم ذلك التجديد.
نبارك للعربي شعاره الجديد وهو شكل قابل للأعراب دون حروف او رسوم أو ارقام.