عروبة الإخباري
من نافلة القول بأن كتاب “نحبّك يا نعيمة: بأقلام مَنْ عاصروها وأحبّوها” يُعتبر تحفة أدبيّة وإنسانيّة فريدة من نوعها، حيث قامت الأديبة الدكتورة سناء الشّعلان (بنت نعيمة) بجمعه وتحريره تقديراً لذكرى والدتها الرّاحلة، نعيمة المشايخ. هذا العمل الأدبيّ المتميّز لا يقتصر على كونه تأريخًا لمسيرة امرأة عظيمة، بل هو مرآة تعكس الحبّ العميق والوفاء الصادق الذي حمله محبّوها تجاهها.
الكتاب شهادات إبداعيّة وإنسانيّة يضمّ متنوّعة من نخبة من الأدباء والمفكرين من مختلف بقاع العالم، وهو ما يُضفي عليه قيمة ثقافيّة وأدبيّة كبيرة. كما يُهدى هذا العمل إلى البروفيسور العلامة الطبيب جهاد العجلوني، في لفتة تعكس تقدير المؤلفة لشخصيات بارزة في المجتمع. وقد ازدانت واجهة الكتاب بلوحة إبداعيّة بريشة الفنّان الأردنيّ التّشكيليّ عاصف نصري، ما أضفى عليه بعدًا جماليًا يليق بمضمونه القيّم.
يتميّز الكتاب بتنوّع محتواه، حيث جاءت المشاركات في أشكال أدبيّة وفنيّة متعدّدة، مثل الشّهادات النّثريّة والشّعريّة، والقصصيّة، والدراسات النقديّة، إضافةً إلى اللوحات التشكيليّة والمقابلات الإعلاميّة، ما يجعله سجلاً حيًا يوثّق الأثر العميق الذي تركته نعيمة المشايخ في قلوب من عرفوها.
يتألّف الكتاب من أربعة أبواب رئيسيّة:
الباب الأوّل: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة نثريّة)؛ يضمّ تأملات وذكريات تعبّر عن الحبّ والتقدير.
الباب الثّاني: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة شعريّة)؛ يحتوي على قصائد تجسّد مشاعر الوفاء لنعيمة المشايخ.
الباب الثّالث: (شذرات من الحبّ والوفاء)؛ يضم مقتطفات أدبيّة وفنيّة تعبّر عن التقدير العميق لشخصيّة الراحلة.
الباب الرّابع: (لقاءات إعلاميّة مع سناء شعلان حول نعيمة المشايخ)؛ يتناول حوارات توثّق العلاقة الاستثنائيّة بين الكاتبة ووالدتها الراحلة.
لماذا يُعدّ هذا الكتاب إضافة نوعيّة للأدب العربيّ؟
إن “نحبّك يا نعيمة” ليس مجرد كتاب تأبينيّ، بل هو لوحة فسيفسائيّة من المشاعر والأفكار، تعكس محبّة خالصة وإنسانيّة عميقة. كما يُعدّ مرجعًا مهمًا لمن يبحث عن نماذج حيّة للعطاء الإنسانيّ والإبداعيّ، إذ يجمع بين سيرة ذاتيّة، وتوثيق ثقافيّ، ونقد أدبيّ، وأعمال فنيّة.
بفضل الجهد المبذول من الأديبة سناء الشعلان، نجح الكتاب في تخليد ذكرى امرأة لم تكن فقط أمًّا، بل كانت نموذجًا مُلهمًا للإنسانيّة والمحبة. إنه كتاب يستحق القراءة والاقتناء، كونه شاهدًا على كيف يمكن للحبّ والوفاء أن يتحوّلا إلى إبداع خالد يتجاوز حدود الزمن.