عروبة الإخباري –
عندما تكتب الإعلامية المحترفة نوال نصر، فإنها لا تنقل الحدث فقط، بل تجعله ينبض بالحياة، متجاوزة السطور لتصل إلى القلوب والعقول معًا. في تقريرها المنشور عبر موقع “نداء الوطن”، قدّمت نوال نصر مقاربة شاملة لذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد عشرين عامًا على الحدث الذي غيّر مجرى لبنان.
بأسلوبها المتقن، خاطبت الشهيد كأنه حاضر بيننا، مستعيدةً اللحظات التي أعقبت الانفجار المدوي، والأثر العميق الذي تركه في نفوس اللبنانيين. لم تكتفِ بالسرد، بل حفرت في الذاكرة الوطنية، مستعرضةً التحولات الكبرى التي شهدها لبنان، من خروج سوريا إلى سقوط رموز الهيمنة، ومن استمرار ذكرى الحريري في وجدان اللبنانيين إلى تأثير مشروعه التعليمي والاقتصادي على أجيال كاملة.
تميّز التقرير بلغته الصريحة، بلا مواربة أو غموض، حيث أضاءت نوال على التحولات السياسية، مذكّرةً بأن إرث الحريري ليس مجرد ذكرى، بل رؤية مستمرة تتجدد مع الأمل في مستقبل أفضل. كما سلّطت الضوء على شخصيات بارزة عايشت الحريري، مقدمةً شهادات حية تعكس حجم الفراغ الذي تركه، لكن أيضًا الإرث الذي لم يزل ينبض في وجدان محبيه.
ما يجعل مقال نوال نصر استثنائيًا هو قدرته على المزج بين العاطفة والموضوعية، بين التأريخ والاستشراف، وبين الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل. إنها كتابة تنبض بالحقيقة، تحمل بين طياتها صرخة وطن يتوق إلى النهوض، تمامًا كما أراد الشهيد رفيق الحريري. مقالٌ يثبت مجددًا أن الصحافة ليست مجرد نقل أخبار، بل فنٌّ يلامس الوجدان ويرسم مسار الأمل.