عروبة الإخباري –
في لقاء تلفزيوني هو الأول من نوعه منذ توليه رئاسة الحكومة، أطلّ رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام عبر شاشة “تلفزيون لبنان” في حوار عميق وشفاف، أدارته ببراعة وحرفية عالية الإعلامية المتميزة، نوال الأشقر، التي أثبتت مجددًا قدرتها على تقديم حوارات سياسية تتسم بالعمق والموضوعية، وبأسئلتها الذكية وإدارتها المتقنة للنقاش، قادت الأشقر الحوار بسلاسة، متيحةً المجال لرئيس الحكومة لتوضيح رؤيته حول أبرز القضايا الوطنية، من التحديات الاقتصادية والسياسية إلى الاستحقاقات الإقليمية والدولية.
وقد جاء اللقاء في توقيت حاسم، كشف سلام عن أولوياته وخطته لاستعادة ثقة اللبنانيين، مسلطًا الضوء على الملفات الأكثر إلحاحًا، في حديث صريح تميّز بالوضوح والواقعية.
أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور نواف سلام، أن الحكومة تسعى لاستعادة ثقة المواطنين الذين عانوا من أزمات اقتصادية ومالية ممتدة منذ أكثر من ست سنوات، إلى جانب تداعيات انفجار مرفأ بيروت والحرب الأخيرة على لبنان.
وفي حديثه التلفزيوني الأول عبر “تلفزيون لبنان”، أوضح سلام أن الإحصاءات تشير إلى أن 69% من الشباب اللبنانيين يرغبون في الهجرة، مشددًا على ضرورة توفير فرص عمل لاستعادة الأمل والثقة. وأكد أن الحكومة الجديدة تعتمد معايير الكفاءة بعيدًا عن الاعتبارات الحزبية، مشيرًا إلى أنه رفض توزير نواب أو السماح للوزراء بالترشح للانتخابات، تعزيزًا لمبدأ فصل السلطات.
وفيما يخص تشكيل الحكومة، لفت سلام إلى ضغوط سياسية حاولت فرض معاييرها، خاصة من “التيار الوطني الحر” وتكتل “الاعتدال”، لكنه تمسك بضرورة اختيار شخصيات كفؤة. كما شدد على أن الوزارات ليست حكرًا على طوائف معينة، داعيًا إلى تجاوز العُرف المستجد حول حصر “الوزارات السيادية” بأربع طوائف كبرى.
وفي الشأن الأمني، أكد سلام التزام لبنان بتطبيق القرار 1701، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل قبل الموعد المحدد في 16 شباط. كما شدد على أهمية بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وفقًا لوثيقة الوفاق الوطني.
اقتصاديًا، أكد سلام رفضه لفكرة “شطب الودائع”، مشيرًا إلى أن إعادة هيكلة المصارف واستعادة الثقة بالقطاع المصرفي ضرورية للنمو الاقتصادي. كما شدد على ضرورة استقلالية القضاء لضمان الحريات والحقوق والاستثمارات.
أما على المستوى الإقليمي، فأكد سلام أن تعزيز العلاقات مع الدول العربية واستعادة ثقتها ضرورة لا بد منها، مشيرًا إلى استعداد الصناديق العربية لدعم لبنان شريطة تنفيذ الإصلاحات. وبالنسبة للعلاقة مع سوريا، كشف عن توجه قريب للحوار حول قضايا الحدود وعودة النازحين، مؤكدًا وجود أفق جديد للتعاون.
واعتبر سلام أن الفرصة متاحة لإنقاذ لبنان، خاصة مع انتخاب الرئيس جوزف عون، مشددًا على أن استعادة ثقة المواطنين تتطلب العمل الجاد والتواصل المستمر، وأن الحكومة ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات الضرورية لإعادة بناء الدولة على أسس سليمة.
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=592568376936076