عروبة الإخباري –
في ظل انتشار مكثف وإجراءات مشددة حول مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية، أدى ما يزيد على 60 ألف مصلٍّ صلاتي الجمعة والغائب على أرواح الشهداء في المسجد الأقصى المبارك.
شرطة الاحتلال، التي انتشرت منذ ساعات الفجر الأولى على أبواب المدينة العتيقة والمسجد الأقصى، أعادت الشبان وهددت من أصر على الدخول بالاعتقال. وذكرت أنها اعتقلت ستة شبان وسيدة من البلدة القديمة بدعوى مخالفة التعليمات العسكرية وعدم الحصول على التصاريح اللازمة.
قوات الاحتلال، التي انتشرت عند جميع أبواب المسجد الأقصى، أعادت المصلين ومنعت الشبان من المرور، وطالبتهم بالعودة أو الدخول من باب آخر. كما أوقفت آخرين عند بوابات ومحيط البلدة القديمة، حيث فحصت هوياتهم وهددت بعضهم بالسلاح في حال عدم العودة.
وكانت شرطة الاحتلال قد منعت عشرات الشبان والنساء من أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، مما اضطرهم إلى أداء الصلاة خارج بوابات المسجد، عند باب الأسباط، وباب الغوانمة، وأبواب البلدة القديمة.
من جانبه، دعا خطيب المسجد الأقصى مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، الى وحدة الصف والكلمة وطالب الشعب إلى الوحدة والتكاتف كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ويبقوا يداً وصفاً واحداً ليكونوا جديرين بسدنة المسجد الأقصى وأرض فلسطين.
وقال الشيخ حسين:”الثبات والصبر انها مرحلة مهمة وحساسة في تاريخ شعبنا فالصمود والرباط من شيمكم ومن صفاتكم لقد ضربتم المثل في الصبر عبر هذه الحرب المدمرة وافشلتم كافة المؤامرات الرامية لتهجيركم واقتلاعكم
فإصراكم على الصمود والثبات رغم المجاز والدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال ابهر العالم واعجز المحتل الذي ادرك انكم أصحاب حق لا تلينوا ولا تتراجعوا، مضيفاً:”نحن بانتظار الفرج للقطاع ولأسرانا البواسل، ولينصرن الله من ينصره». وان الله مع الصابرين.
وقال مفتي القدس: «إنهم أسرانا البواسل الذين لا ننساهم أبداً ونتطلع إلى حريتهم بكل شوق ورغبة وإباء، إنهم الذين ضحوا بحياتهم في هذه الحياة وقضوا زهرات شبابهم في السجون».
وأضاف إنها «لحظات فارقة في حياة أبناء شعبنا بل الأمة جمعاء وقف النار، وقف هذه الحرب الإجرامية التي شنت على شعبنا الصابر المرابط، جاء بعد سنة وأربعة أشهر، وقد شيعنا إلى العلى والمعالي آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال».
وأوضح خطيب المسجد الاقصى: «أبى هذا الشعب الصابر إلا أن ينهض بالأمانة على وجهها الأكمل، فتمسك بدياره وتشبث بأرضه رغم كل الصعوبات والمحن والبلاء والنار والنيران التي صبت عليه ظلماً وعدواناً». وبين أن أبناء غزة هاشم ثبتوا وصمدوا ورابطوا بكل إباء وصبر وثبات متحدين كل صنوف البلاء، إلى أن قضى الله أمراً مفعولاً.
وعن الأسرى،
وأشار إلى أن «الاحتلال استهدف غزة والقطاع بأسره ليهاجروا ويهجروا من أرضهم، فأبوا إلا الصمود والثبات بأرضهم».
وقال ان هذه الحرب المدمرة كشف زيف المصطلحات، من مجتمع دولي وحقوق الانسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة كل هذه المصطلحات سقطت وسقط الذين رفعوها امام الجرائم وحرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا في قطاع غزة.
وقال خطيب المسجد الأقصى المبارك أن ما وأجهه شعبنا في غزة لم يوجهه اي شعب من قبل مؤكداً ان الشدائد مهما كبرت فمصيرها الى الزوال والظلم يمر ولا يدوم وانما يدمر نفسه.
وفي الخطبة الثانية قال المفتي نحن في الأشهر الحرم في شهر رجب الخير رجب الاسراء والمعراج، إن المسرى لنبينا من المسجد الحرام، وإن المعراج من هذه الديار المباركة يتطلب منا القيام بواجب الرعاية والحراسة والعبادة وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، ليبقَ عامرًا بالمسلمين إلى أن يرث الأرض وما عليها».
وأضاف:”شد الرحال الى المسجد الأقصى الذي هو جزء من عقيدتنا كمسلمون، اقول للشعب الفلسطيني ان تكونوا وحدة واحدة للارتقاء الى مستوى ارواح آلاف الشهداء والجرحى، وحدة الصف أولوية فالخطب كبير يتطلب وحدة الصف والكلمة، والإسلام دين الوحدة والوحدة قوة وحياة، والتفرق ضعف وموت، كلما توحدت الأمة في أمر أحرزت نجاحاً باهراً.
وأضاف:”جاء الإسلام فجمع بين القاصي والداني، وألَّف بين القلوب المتناكرة، والقلوب المتحابة، وملأها رحمةً ومودةً، وحباً وألفةً، ولا يمكن جمع الأمة على رصيف واحد إلا على أساسيات الدين الحنيف.