عروبة الإخباري – طلال السُكر
مروان خوري ليس مجرد فنان، بل هو ظاهرة موسيقية وأدبية. استطاع أن يجمع بين صدق الكلمة وجمال اللحن وقوة الأداء، ليقدم فنًا خالدًا يعبر الأجيال. أغنياته هي عزاء للعاشق، ومرآة للمحب، ورسالة لكل من مر بتجربة الحب.
ففي عالم الفن، يبقى مروان خوري فنانًا استثنائيًا، شاعرًا للحب وموسيقارًا للقلوب. هو الصوت الذي نلجأ إليه حين تفيض مشاعرنا، والحضور الذي يجعلنا نشعر أن للحب لغة واحدة، يتقنها هو وحده.
خوري، الذي ينسج المشاعر بألحانه ويحول الكلمات إلى مرآة صادقة تعكس أعمق أحاسيسنا. إنه المغني، الشاعر، والملحن الذي استطاع بعبقريته وإحساسه المرهف أن يخلد اسمه في ذاكرة الموسيقى العربية، ليصبح رمزًا للحب والعاطفة التي تعبر الزمن.
منذ خطواته الأولى، أثبت مروان خوري أنه مختلف. ألحانه ليست مجرد نغمات تُعزف، بل قصائد موسيقية تحمل دفء المشاعر وعمقها. عندما تستمع إلى “كل القصايد”، تجد نفسك غارقًا في عالم من الحب والدفء، حيث الكلمات تأخذك إلى لحظة صدق نادرة، وكأنها كُتبت خصيصًا لك.
مروان خوري لا يغني عن الحب فقط، بل يغني تجاربه، بصراعاته ولحظاته الجميلة والمؤلمة. في أغنية “علقتني بالهوا”، ينقل بصدق ألم العاشق حين يخذله الحب، بينما في “بإيدك ع جمر كتوب”، يجسد لحظة النهاية وكأنها نقطة تُكتب بحسم على سطور قصة عاطفية استنزفت كل مشاعرها.
ما يميزه أنه يغني لكل واحد منا. كلماته تصل إلى أعماقنا لأنها تنبع من القلب لتلامس القلوب. حين يقول: “شِلتك من قلبي، من عقلي، من فكري وبالي”، يجسد القرار الصعب بالتخلي عن حب أصبح وجعه لا يُحتمل. وفي لحظات الحيرة، يتساءل: “في شي عم بيغيب، أنا عم حسّك غريب”، ليعبر عن تلك المسافة التي تنشأ بين القلوب دون أن نفهم أسبابها.
مروان خوري خلق لغة موسيقية لا تشبه أحدًا. أغنياته ليست مجرد كلمات وألحان، بل مشاعر مصاغة بإتقان، تترجم الحب كما هو، دون زيف أو تصنع. هو الفنان الذي يرافقنا في كل مراحل الحب، من الفرح إلى الألم، ومن الشوق إلى الفقد.