عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
نشر الكيان الصهيونية على حساب وزارة خارجيته على منصة اكس خارطة جديدة لما ادعت انها إسرائيل الكبرى اثارت تلك الخارطة موجة من الانتقادات والادانات ، حيث زعم الكيان الصهيوني أنها خارطة تاريخية “لإسرائيل”. وتشمل الخرائط أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، بالتزامن مع تصريحات عنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف يدعو فيها لضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة .
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات، ما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية والتي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، مشدداً على أنّ هذه الأفعال لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
كما دانت دول عربية عديدة ذلك وقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن “إدانته الشديدة” لقيام “حسابات إسرائيلية رسمية بنشر خرائط تزعم أنها تاريخية، وتضم أراض عربية من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا” وأضاف أبو الغيط، أن “هذه الممارسات تعتمد على خرافات تاريخية تُقدم على أنها حقائق” وبدوره، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن نشر حسابات رسمية إسرائيلية “خرائط للمنطقة تشمل الأراضي الفلسطينية والعربية، ونشر تصريحات عنصرية تدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، هي دعوات مدانة ومرفوضة، وتشكل خرقاً فاضحاً لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي” كما أصدرت قطر بيانا، الثلاثاء، يندد بالمنشور الإسرائيلي، وقالت إن ذلك يعد “انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي” كما اثارت سخطاً وجدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي ورغم الانتقادات، لا يزال المنشور موجودا على حسابات وزارة الخارجية الإسرائيلية الناطقة بالعربية .
بالفعل استغرب من هذه الجدالات العقيمة فهذا الامر ليس غريباً اذ اننا في طفولتنا كنا نتهامس فيما بيننا معلومةً مغلوطةً كانت منتشرةً في كثير من المجتمعات العربية عن حقيقة ان الاحلام الصهيونية تمتد من النيل الى الفرات الا اننا ركضنا باتجاه المصالحة مع الكيان المحتل .
ولا بد من التذكير هنا وانه خلال فترة موجة توقيع اتفاقيات أوسلو ووادي عربة أن بعض المتحمسين لفكرة السلام مع إسرائيل كان يسخر في إعلام بعض الدول العربية من تلك القصص المنتشرة عن “إسرائيل الكبرى”، ومن فكرة كون الكيان الصهيوني راغب في التوسع أصلًا، والكثيرين آنذاك اكدوا أن هذه الفكرة غير صحيحة بتاتًا، وأن “إسرائيل” لا ترغب بأكثر من الأراضي التي حصلت عليها عام 1948 فقط (وليس حتى الضفة وغزة)، وأننا ظلمنا الاختلال الصهيوني باتهامه بانه يطمع في البلاد العربية المحيطة بها، وأن فكرة “إسرائيل الكبرى” لم تكن أكثر من مجرد فريةٍ افتراها قومنا على الصهاينة، إلى غير ذلك من موجة جلد الذات في خضم تلك الفترة التي ملؤها بالاحلام الوردية وبأحلام السلام وحل القضية الفلسطينية، وغير ذلك إمكانية التعايش مع هذا الكيان .
كما اذكر انه وفي عام 1990، أشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى نوايا “إسرائيل” في التوسع إلى ما هو أبعد من حدودها الحالية، حين قال للدبلوماسيين المجتمعين: “اسمحوا لي أن أعرض عليكم هذه الوثيقة. هذه الوثيقة عبارة عن “خريطة لإسرائيل الكبرى” منقوشة على هذه العملة الإسرائيلية، قطعة العشرة أغورات” .
وأوضح عرفات آنذاك بالتفصيل حدود “إسرائيل” الذي يسعى لها الكيان الصهيوني التي يُفترض أنها ممثلة على العملة: “كل فلسطين، وكل لبنان، وكل الأردن، ونصف سوريا، وثلثي العراق، وثلث المملكة العربية السعودية حتى المدينة المنورة، ونصف سيناء وللأسف تناول الكثير من الإعلاميين كلامه آنذاك بالكثير من السخرية !.
لا يمتلك الكيان الصهيوني دستوراً كباقي الدول، وإنما يحكمها مجموعة من القوانين الأساسية التي تم إقرارها لحظة إقامتها عام 1948، ولذلك فهي لم تحدد حدوداً رسمية لها وفق القانون الدولي، وهذا ما يفسح المجال لنوايا الاحتلال الإسرائيلي التوسعية فمن أبرز التساؤلات التي لا تجيب عنها الرواية الإسرائيلية بشكل رسمي هي الدلالة التي يشير إليها الخطان الأزرقان في علمها، فيما تقول الروايات الشعبية في تل أبيب أنهما يدلان على حدود إسرائيل الكبرى، نهري النيل والفرات .
وبحسب “جامعة كورنل” الأمريكية، فقد ظهرت هذه الخريطة لأول مرة في كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” بنسخته الإنجليزية ويتناول كتاب “بروتوكلات حكماء صهيون” المخططات الماسونية للسيطرة على العالم، ونشر لأول مرة عام 1905 لكاتبه الروسي “سيرجي نيلوس” بعد أن وقعت الوثائق الأصلية في يده.
حيث تُعرف دولة الاحتلال “الإسرائيلي” بإصرارها المستمر على عدم الاعتراف بنواياها الحقيقية بشكل رسمي، اذ انها تريد احتلال العالم ككل وفق مراحل لا تعلن كل مرحلة علا بعد الانتهاء من المرحلة التي سبقتها خشية ردود الفعل الدولية ، فمثلا: ما زالت حتى اللحظة لا تعترف بشكل رسمي بامتلاكها سلاحاً نووياً، وقد شكلت تصريحات بعض وزرائها ودعواتهم لضرب غزة بالسلاح النووي احراجها لمستواها السياسي الا ان المجتمع الدولي اجبر على تناسي القصة تماماً .
واذكر هنا ان أبرز ما تجرأ به السياسيون الصهاينة بشكل رسمي كان منذ اشهر وكان ما قام به وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مارس/آذار 2023، اذ خرج في خطاب وأمام منصته خريطة للكيان الصهيوني تضم فلسطين والأردن فقط آنذاك.. لكن الخريطة الأخيرة التي انتشرت بشكل واسع ضمت أرضي واسعة من مصر شملت سيناء حتى القاهرة، ومن أراضي السعودية، حتى ضمت المدينة المنورة، وكذلك الكويت والعراق وسوريا ولبنان، وأراضي من جنوب تركيا فعلى ما يبدوا انهم توصلوا للمزيد من القوة خاصة بسبب الصمت العالمي على جرائم الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية وعدم استخدام المجتمع الدولي للقوة في ردع العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واللبناني مما يشير الى ان الخارطة المنشورة من قبل الكيان الصهيوني هي في الواقع خريطة مؤقتة وسيقوم الاحتلال الصهيوني بتسريب خرائط غيرها تضم مناطق اخرى من العالم وهذا ما يؤكد حقيقة اهداف الصهاينة التوسعية والتي لا حدود لها .
تقوم أحلام الصهاينة التوسعية عل امتلاك العالم ككل اذ يقول “الإسرائيليون” إن التاريخ أثبت أن “مملكة داود وسليمان”، وهي الدولة الأولى لليهود،.. فمن المعروف ان سليمان عليه السلام قد حكم كامل الكرة الأرضية !
ان حقيقة نوايا الصهيونية العالمية واحلامها وأهدافها هي الاستيلاء على كامل الكرة الأرضية وفق مراحل محددة بالإضافة الى استعباد كافة البشرية فلو نظرنا في تاريخهم لوجدنا ان اهم أسباب رفضهم لنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام هي أنه جاء في صورة “قديس” وحاول تخليصهم من شرور انفسهم واهوائهم، ولم يظهر فى صورة ملك يُعيد إليهم سلطانهم الدُّنيوي المزعوم، لذلك لم يصدقوه وطاردوه ووشوا به عند الرومان فأنكروه واضطهدوه، وحتى الآن وهم يَنتظِرون المسيح المُخلِّص في صورة ملك مِن نَسلِ داود، يُخلِّصهم مِن الاستعباد والتشتُّت ليحقق لهم المكاسب الحسية الدنيوية لا الأخلاقية اذ انه يذكر في التلمود (إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى بنى إسرائيل، فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك، وعندئذ يمتلك كل يهودى ألفين وثمانمائة عبد وثلاثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته) وقد رفض السيد المسيح عليه السلام كلَّ ما كان عليه بنو اسرائيل، وما يحملونه من ميراث مدعى، يحوي دعوى العنصرية والانغلاقية وذلك كان من اهم الأسباب التي جعلتهم يحاربونه رغم معرفتهم بانه نبي الله .. فهم من لا امان.. ولا عهد لهم.
لا عهد لهم.. نشر خارطة احلامهم غير الكاملة
17