عروبة الإخباري –
لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن الترويج لأوهامه التوسعية، متسلحًا بسرديات زائفة وأباطيل تاريخية تهدف إلى فرض واقع مرفوض في وجدان الشعوب العربية الحرة. ومن بين تلك المحاولات الخبيثة، ما نشرته حسابات رسمية إسرائيلية مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي من خرائط مزعومة، تُظهر الكيان الغاصب وكأنه يمتد ليشمل أراضي من المملكة الأردنية، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وسوريا.
إن هذه الخرائط ليست سوى انعكاس لعقلية استعمارية متجذرة في سياسات الاحتلال، تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، واستفزاز شعوبها، واختبار ردود الفعل. لكنها في الوقت ذاته تكشف عن هشاشة المنطق الذي يستند إليه هذا الكيان، والذي لا يملك من الشرعية سوى تلك التي يسعى لفرضها بالقوة والتزوير.
رسالة الأردنيين واضحة
إن محاولات الاحتلال لا تمر مرور الكرام على الشعب الأردني وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية. الأردن، الذي يشكل ركناً أساسياً في صمود المنطقة، يتمتع بقيادة حكيمة تقرأ المشهد بوعي وإرادة قوية، وجيش عقائدي مدرب ومجهز للدفاع عن سيادة الوطن وكرامته.
وفي وجدان الأردنيين جميعًا، تبقى فلسطين قضية الأمة، والأردن درعها الحصين. الشعب الأردني الذي أثبت على مر العقود أنه قادر على مواجهة التحديات والمؤامرات، يقف اليوم متحداً خلف قيادته ومؤسساته، رافضًا بشكل قاطع أي مساس بسيادة أراضيه أو محاولة للتشكيك في حقوق الأمة التاريخية في فلسطين.
رسالة إلى الاحتلال
إن مثل هذه الادعاءات الواهية والخرائط المزعومة لن تغير من الحقائق شيئاً، ولن تكسب الاحتلال شرعية يفتقدها منذ تأسيسه. بل إنها تزيد الشعوب العربية إصراراً على التمسك بحقوقها التاريخية والدفاع عن سيادتها واستقلالها.
وإن كانت هذه الخرائط تخرج “لجس النبض”، فإن الرسالة من الأردن واضحة: أي محاولة للعبث بأمن المملكة أو المنطقة ستُواجَه بحزم ورد قاطع، فالأردن يمتلك من القوة والعزيمة ما يكفي لرد كيد الأعداء إلى نحورهم، والتاريخ شاهد على ذلك.
ستبقى الأطماع الإسرائيلية انعكاساً لأزمة وجودية يعيشها الكيان الغاصب، الذي لا يستطيع تجاوز حالة الرفض الشعبي والرسمي العربي لوجوده. وما الخرائط الزائفة إلا وهم جديد يضاف إلى سلسلة أكاذيب تُظهر ضعف الاحتلال وعجزه عن فرض روايته الكاذبة.
والأردن، بجميع مكوناته، سيبقى صامداً شامخاً في وجه هذه الأطماع، مدافعاً عن قضيته المركزية وعن سيادته بكل قوة واقتدار.