عروبة الإخباري –
الديار – حاورتها: جويل عرموني
مي خليل كاتبة ومبدعة غير عادية ذات عمق ودفء إنساني وحساسية فوارة، كُتُبُها كنوز ورؤيتها للعالم تذكرنا بعاصفة من آلاف الأسئلة والأمل والفلسفة الواقعية والمشاعر العميقة.
عانقت فلسفتها الاثير ليحمل افكارها الى ما وراء البحار، فأشعلت المحن في حياتها نارا احرقت بها واقع لتجعل من قلب الحلم نبض لكلمتها.
ترجمت كتاباتها الى الفرنسية والانكليزية وذلك بعد نيلها لقب اديبة العام في نيويورك من قبل مجلة ستارز ماغازين العالمية.
اليوم كتابها الأخير “لتقرأ عيون الدهر” يتبناه اكبر دار نشر في فرنسا اذ تمت ترجمته باشراف الكاتب امين معلوف وكتابته المقدمة.
خصصت الكاتبة مي خليل لموقع “الديار”هذه المقابلة:
مي خليل، أين انت؟
في البعيد انا لذا اشعر انني لن أصل الى اناي واركض وراء افكاري الى ما لا نهاية، انا خيال الماضي وقلب الحاضر وروح الاتي، انا في كل كلمة كتبتها لتكتبني، وفي كل فكرة ولدتها لتلدني. لذا اتوارى احيانا كي اجعل مخيلتي تحبل بأفكار نقية لا تشوبها غبار الايام.
انا احجب ذاتي كي لا اجعلها تخنو لمعركة السخافات والتفاهات.
انا الان تفرغت للكتابة واصبحت املك كل الوقت بعدما ان تحررت من الوظيفة.
هل تقصدين أن الوظيفة تكبل الافكار وتسجن الابداع وتحد الطاقة؟
نعم، انها كل ذلك على المبدع بألا يبيع وقته مهما كان الثمن لمن لا ثمن له مع الوقت.
إنّ الوظيفة توقعك في الروتين، فتشعرين ان ابداعك معها يسير الى الوراء وليس الى الامام.
ربما تجربتي مع الوظيفة جعلتني لا أرى سوى امواجها التي تجرف كل شيء لانها لا ترى الانسانية والعدالة واتت نظرتي السلبية هذه لانني في المستشفى تبلغت بتركها.
لذا انا ارتاح مع حريتي الان في بيتي ومع قلمي في كل آن.
ما هو حلم مي خليل؟
إن حلمي هو أن اوصل افكاري لكل الكون أرضاً وسماءً وان أملأ الدنيا أناشيداً للحب وتراتيلاً للعذراء وفلسفة للأزل.
انا الأن حرة بوقتي بحلمي عدت الى ذاتي والى الخلق المطلق الذي لا يشوبه اي قيد زمني،
سأبقى اكتب كي تردد الاجيال.
كيف تنظرين اليوم الى الترانيم التي تنتج؟ وانت التي طبع اسمك بكتابة الترنيمة اذ انك حركت الايمان في قلوب الناس؟
أنا لم ار الله في معظم التراتيل التي تنجز هذه الفترة.
فالترنيمة هي ليست استعراض الصوت والمرنم في الترنيمة وحدها الكلمة التي تمسك قلب المتلقى لترسم الله في داخله الترنيمة، هي وحي من الله لتجعل كاتبها او مؤديها مصباح لنور الله. فلم أر الله في اغلب الترانيم، اذ ان كتابة الترنيمة تكمن صعوبتها بايصال الله وليس بأيصال الصوت والوتر والصورة.
وقله هم من يستطيعون كتابة ترنيمة فيها الله وفيها الايمان لأنه من يريد كتابة ترنيمة عليه ان يكون مغروما بالله فكيف نراهم يكتبون لله هنا ولراقصة هناك.
لم اسمع صوت الله ولم اراه ولم أجده في معظم ترانيم هذه الايام، تماما كالأغنية اترين في الاغنية هذه الايام الحب ام الاصالة انه لزمن ليس بزمن الخلق والابداع.
ألم تفكرين بكتابة أغنية؟
لقد طُلِب مني ولكنني لست منها وليست مني كتابة الاغنية.
إنّ رسالتي فلسفية دينية وليست دنيوية.
أتعتبرين نفسك فيلسوفة وماذا تقولين للحياة للموت؟
لقد لفتني سؤالك جويل، ربما انا فيلسوفة فاشلة في حياتي لأن كل ما اكتبه يأتي بعد تجربة من الحياة وعقاب من السنين وربما سأصبح فيلسوفة ناجحة بعد مماتي لأن لا دروس ولا تجارب في الموت.
اقول للحياة او بالاحرى اسألها أأنت حياة أم موت، كوننا نموت فيك الف مرة قبل ان نموت ذات مرة.
وأقول للموت سأبقى اخافك ولو إنك خلاصي من ألامي ومن الحياة.
ألم تفكرين بكتابة مسلسلات وروايات؟
أبداً. ولا أي مرة. فأنا أتوق بكلمتي الى ما بعد الازل لانني اريدها ان تقودني الى الخلود.
فأنت وأنا وكل الاجيال ما زلنا الى الان نقرأ ونتعلم ارسطو، جبران، نيتشه، فولتير وغيرهم.
فهل أنت وانا والاجيال ما زالنا الى الان نشاهد مثلاً أبو سليم أم أبو ملحم؟!
والروايات صورة عن المسلسلات تكون وليدة بيئة معينه تموت بنهاية كل حقبه زمنيه.
انا اكتب خواطر فلسفية يرددها لسان الزمن وترنيمه تخلد في قلب الله.
مي، ما هي أمنيتك للسنة الجديدة؟
أن تعيد الزمن الجميل.