عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
شهدت سوريا الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط النظام السابق، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد المظاهرات الشعبية التي خرجت عام 2011 والامر ليس غريبا لما تتمتع به سوريا من موقع استراتيجي هام .
وكانت فرنسا قد سارعت في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي الى ارسال مبعوثين لدى السلطات السورية الجديدة، ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ عام 2012 في دمشق وكذلك الامر فقد أرسلت ألمانيا التي أغلقت سفارتها في دمشق منذ 2012 مبعوثين في اليوم ذاته بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية في محاولات منها لايجاد مكان لها في المنطقة والتي تراقب خطواتها الأولى في الحكم بحذر .
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك يوم الجمعة في دمشق بعد اجتماعها مع قائد الإدارة السورية احمد الشرع إن أوروبا ستدعم سوريا الجديدة لكن “لن تقدم أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة”، بينما دعا نظيرها الفرنسي جان نويل بارو إلى إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية .
وقد بدأت الوزيرة الألمانية باملاء الشروط وبمنتهى العنجهية فقد قالت لدى وصولها إلى دمشق “إن موعد مغادرة روسيا قواعدها العسكرية في سوريا قد حان”، كما قالت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من “دعم بشار الاسد لفترة طويلة ومن غطى وساند جرائمه” في طلب واضح وصريح لقطع العلاقات السورية مع روسيا دون ان تشير الى دور الدعم الاوروبي وتحديداً الالماني للكيان الصهيوني في ابشع حرب ابادة جماعية عرفها التاريخ الحديث ضد ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني والذي وصل الى حد قمع شعوبها المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني واصدار قوانين عرفية لهذه الغاية .
وأضافت “لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين -نساء ورجالا وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية- مكانا في العملية السياسية، ومنحهم حقوقا ووفر لهم الحماية وأن هذه الحقوق يجب حمايتها و”لا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ أي خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم” دون الاشارة نهائياً الى ان الشعب السوري فقط هو من يقرر دستوره ويختار شكل دولته ونظامه السياسي والاجتماعي .
وبعد اللقاء، قالت وزيرة الخارجية الألمانية إنها أبلغت قائد الإدارة السورية الجديدة أن أوروبا لن تقدم أموالا “للهياكل الإسلامية الجديدة”، وفق تعبيرها وأضافت أنه يجب إشراك كل الطوائف في عملية إعادة الإعمار، مؤكدة الحاجة إلى ضمانات أمنية موثقة للأكراد وفي حديثها عن العقوبات، قالت إن رفعها يعتمد على المضي قدما في العملية السياسية، مشيرة إلى أن الإشارات متباينة حتى الآن وأفادت بأن بلادها تريد دعم سوريا في انتقال سلمي وشامل للسلطة وفي مصالحة المجتمع وفي إعادة الإعمار، مؤكدة “سنستمر في الحكم على هيئة تحرير الشام بناء على أفعالها على الرغم من شكوكنا”،اي انها تنتظر ما تفدمه الادارة الجديدة من تنازلات وقرابين كي تنال رضا الاتحاد الاوروبي وفق تعبيرها علماً بان دول الاتحاد الاوروبي لم تستطيع الزام الكيان الصهيوني وقف اطلاق النار في غزة او حتى لبنان بالرغم من صدور عدة قرارات من مجلس الامن بذلك .
لم يخرج وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحفي بعد اللقاء لكنه دعا، في كلمة خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني سبق اجتماعه بالشرع، إلى إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية وأضاف أنه سيسأل السلطات الجديدة أن “تطلب دون تأخير من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية” العمل على إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية وكأنه يسعى لاضعاف سوريا الجديدة وتجريدها من كافة اسلحتها ان وجدت اصلاً .
كذلك دعا بارو إلى إيجاد حل سياسي مع الأكراد لكي يُدمجوا بالكامل في العملية السياسية وعلى صعيد المرحلة الانتقالية السياسية، أكد بارو أن باريس ستقترح على السلطات الجديدة خبرات قانونية فرنسية ومن الاتحاد الأوروبي لمرافقة السوريين في صياغة دستور جديد اي فرض دستور ينتاسب مع مصالح الغرب وكأن سوريا تنوي الخروج للتو من الانتداب الفرنسي لتحاول بالتالي فرض الوصاية على الشعب السوري وشكل الدولة السورية القادمة وهنا بجب الاشارة الى ان الشعب السوري فقط هو من يقرر دستوره ويختار شكل دولته ونظامه السياسي والاجتماعي ولا بد من التأكيد هنا على ان هذه المجموعات العرقية موجودة على هذه الارض وضمن هذه الدولة منذ مئات السنين دون ان تكون هناك اية اشكاليات قبل تدخل الدول الغربية الاستعمارية فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..
لا عهد لهم ..دبلوماسية الاملاءات والوقاحة
22