عروبة الإخباري –
سنغلق التيك توك إلى الأبد ، هكذا رفعت أمريكا شعارها لمدة سنتين و سعت إلى إغلاقه ،و لكن سنستخدمه في الانتخابات الأمريكية، بل سيجعل ترامب منصته علي تيك توك هي سلاحه السري ضد بايدن، ليكسب منها الشباب…!
سنرفع شعار حقوق الإنسان و سنتهم دول العالم بأنها لا تحترم الإنسان الذي كرمه الله، و لكننا سنتغاضي عن اثنين مليون إنسان يعانون يوميا بسبب الحرب في غزة، و سنغمض أعيننا عن تفجيرات المدارس و المستشفيات و الكنائس، بحجة أن من حق دولة الكيان أن تدافع عن نفسها، فى حرب غير متكافئة، قتلت فيها ما يزيد عن 40 ألف قتيل و 100 ألف مصاب..!
ستقرر أمريكا أن تتقشف على المواطن الأمريكي، و سيضع ترامب ضمن خطته توفير النفقات الحكومية بمليارات الدولارات، مما يعني إنهاء خدمات العديد من المواطنين الامريكين، و إحالتهم على المعاش، و لكن في نفس الوقت ستقدم دعماً إلى إسرائيل، بقيمة 22 مليار دولار خلال سنة 2024..!
المدينة التي على التل City upon the Hill
هو تعبير استخدمة جون وينثروب قائلا ” لابد أن نضع في اعتبارنا أننا سنكون مدينة فوق التل، تتطلع إليها عيون الناس جميعا” ، و اتخذتها أمريكا كمقولة تعبر عنها كدولة عليها قيادة العالم أخلاقيا، و عليها أن تلعب دور المعلم فيما يخص العالم ، و لكن المدينة التي على التل، امتلأت بالثقوب التي نتجت عن المعايير المزدوجة، التي تستخدمها، و التي جعلتها حرفيا تسقط في نظر البعض، بينما يتحسر البعض الآخر على المُثل العالية، التي كانت تمثلها أمريكا الخمسينات و الستينات..
ازدواجية جعلت حتى أكثر حلفائها خائفين من المستقبل خلال “قمة القاهرة للسلام”، التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، وصف العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، تصرفات إسرائيل بأنها “جرائم حرب”، مضيفًا، أنها تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي.
وفي هذا الصدد، علّق مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، قائلًا.. “إن تلك التصريحات قد لا تزعج القيادة الإسرائيلية، لكنها مشكلة كبيرة للولايات المتحدة”.
وكتب “لينش” في مجلة “فورين أفيرز”: “من الصعب التوفيق بين ترويج الولايات المتحدة للمعايير الدولية وقوانين الحرب، دفاعًا عن أوكرانيا ضد الهجوم الروسي، وغض الطرف عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وفي أوروبا، هناك اعتراف متزايد بهذا التناقض، إذ قال بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، إن “ما قلناه عن أوكرانيا يجب أن ينطبق على غزة.. وإلا فإننا سنفقد كل مصداقيتنا”. ،
وستدفع الحكومات الغربية ثمن عدم قدرتها على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، حسبما ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية.
و بين هذا و ذاك.. تسقط تدريجيا أسوار المدينة التي على التل.. يبهت الخط الفاصل بين الحق والباطل..تختفي صورتها المثالية التي كانت حلم كل فقير في أفريقيا، تعتمد انها عالية لا يستطيع أحد أن يصل إليها أحد، و لكنها نسيت أن سقوط روما العظيمة، جاء نتيجة استمرار الحروب الخارجية، ونقصان المال من الدولة، وهو ما يحدث حاليا، إذ أن أمريكا أصبحت مشاركه بشكل مباشر في حرب غزة، وحرب أوكرانيا، و حروب ضد الحوثيين، و إيران، بينما أصبحت الخزينة خاوية، لدرجة ان ترامب يدعو للتقشف.. و يبقى الأمل في نظام ثنائي الأقطاب يحدث التوازن مرة أخرى !