عروبة الإخباري –
في عصر تتسارع فيه التغيرات وتتزايد التحديات أمام الأجيال الصاعدة، تبرز مؤسسات رائدة تسعى لصنع الفارق وتمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم، فما بين الفنون والإبداع، والتنمية الشاملة والقيم الإنسانية، تتألق أكاديمية “لابا ولوياك” كمنارة بارزتين في الكويت والمنطقة العربية.
وتجتمع الرؤية الملهمة والعمل الدؤوب، لتقدما للشباب فرصًا استثنائية لتطوير مهاراتهم، توسيع آفاقهم، واستثمار طاقاتهم في بناء مستقبل مشرق مليء بالإبداع والوعي المجتمعي.
لابا 20 عامًا من الإبداع
لابا لوياك أكاديمية الفنون الأدائية هي العربية الأولى من نوعها في الكويت، التي انطلقت منذ أكثر من عقدين لتضع بصمتها في عالم الفنون والثقافة، ومن خلال ورش عملها المتنوعة في التمثيل، الموسيقى، الغناء، والرقص، استطاعت لابا أن تبني بيئة ملهمة للشباب.
لا تقتصر رؤية الأكاديمية على التوجيه التقليدي، بل تتبنى نهجًا مبتكرًا يركز على التفكير “خارج الصندوق”، إذ تقدم برامج فنية لا تسعى فقط لتطوير المهارات، بل لخلق مساحة تُشعل في المشاركين روح الإبداع والابتكار.
إن فلسفتها تتجلى في إيمانها بأن الفنون ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي لغة تُعبّر عن الهوية، تُبني من خلالها مجتمعات أكثر وعيًا وتفاؤلًا. فبرامجها تهدف إلى غرس القيم الثقافية والشغف، لتصبح الأكاديمية منصة تجمع الموهوبين وتدفعهم نحو تحقيق أحلامهم.
ولا شك بأنها ليست مجرد منظمة غير ربحية، بل هي رؤية متكاملة تسعى إلى التنمية الشاملة للشباب في الكويت والأردن ولبنان واليمن. من خلال برامجها المتنوعة، استطاعت أن تمثل منصة تعليمية واجتماعية تُسهم في بناء شخصية الشباب، وتعزيز قدراتهم على مواجهة التحديات وتحقيق طموحاتهم.
وبأن ما يميزها، التتنوع في برامجها، التي تشمل كل ما يمكن أن يلهم الشباب ويُساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم، بدءًا من تعليم الرسوم المتحركة وتصميم الكتب الهزلية، مرورًا بتطوير تطبيقات الهواتف الذكية، وانتهاءً بالأنشطة الثقافية والإنسانية. جميع هذه البرامج تُقدم بشكل مجاني أو بدعم كبير، مما يجعلها متاحة لجميع فئات المجتمع.
وعلى الدوام، تعمل على شراكات مثمرة مع مؤسسات عالمية لتعزيز قيم التنمية الذاتية والقيادة في الجيل الصاعد، ما يعكس التزامها العميق بخدمة الشباب من سن 6 إلى 28 عامًا. كما أنها لا تغفل عن دورها الوطني، حيث تحتل **القضية الفلسطينية** مكانة بارزة في فعالياتها، لتذكير الأجيال بواجبهم تجاه هذه القضية العادلة.
فارعة السقاف: القائدة الملهمة
إن نجاح لابا ولوياك المستمر هو نتيجة مباشرة للرؤية الاستثنائية للقيادية، السيدة الفاضلة، فارعة السقاف، و بفضل مسيرتها المهنية الحافلة التي تمتد لأكثر من 20 عامًا، استطاعت السقاف أن تجمع بين الحكمة العملية والشغف المجتمعي.
هي نفسها التي اختارت ترك مناصبها في كبرى الشركات الكويتية، لتكرّس وقتها وجهدها في خدمة الشباب وبناء مستقبلهم. هي ليست فقط ناشطة بارزة في حقوق المرأة السياسية وكاتبة مبدعة، بل هي أيضًا أيقونة للالتزام الاجتماعي والتفاني. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، وكان أبرزها وسام فارس نجمة إيطاليا، الذي منح لها تقديرًا لدورها الكبير في تعزيز العلاقات الثقافية بين الكويت وإيطاليا.
الابتكار في مختبر ألوان لاب
إحدى المبادرات التي تستحق الإشادة ضمن جهود لوياك هي مختبر ألوان لاب، الذي يفتح آفاقًا جديدة للشباب في مجالات الإبداع الرقمي والفني. ورش العمل المقدمة في هذا المختبر لا تقتصر على تعليم مهارات تقنية مثل الرسوم المتحركة وتصميم الكتب الهزلية، بل تسعى إلى تحرير خيال المشاركين وتطوير قدراتهم على التفكير الإبداعي.
الإيمان بأن “الخيال هو أساس المعرفة” هو الفكرة المحورية التي تقود مختبر ألوان لاب. المشاركون يتعلمون كيف يتجاوزون حدود أفكارهم التقليدية، وكيف يمكن للإبداع أن يكون أداة للتغيير والتطوير الشخصي.
رسالة إنسانية وقيم ثابتة
رغم انشغالها بتطوير البرامج الشبابية، لم تغفل لوياك عن دورها الإنساني والوطني، ولا شك بأن حضورها الدائم في الفعاليات الداعمة للقضية الفلسطينية يعكس انتماءها العميق لقضايا الأمة العربية، فهي تؤكد دائمًا أن الفن والعمل المجتمعي ليسا منفصلين عن القضايا الإنسانية الكبرى، بل هما وسيلة للتأثير الإيجابي.
تُعتبر أكاديمية لابا لوياك، نموذج ملهم للابتكار في العمل الثقافي والمجتمعي، وبفضل الجهود الجبارة التي تقودها الفاضلة فارعة السقاف وفريقها، أصبح الشباب في الكويت وخارجها يمتلكون منصة للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
إن الدعم الذي تقدمه هذه المؤسسات ليس مجرد تدريب أو تعليم، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل الشباب والمجتمع، ولذا، فإن الإشادة بهما ليست إلا واجبًا تجاه جهودهما المباركة التي تُشكّل فارقًا ملموسًا في حياة الأجيال القادمة.