عروبة الإخباري –
اكد السياسي الكردي السوري زيد سفوك ممثل الحركة الكوردستاتية المستقلة في سوريا ان الحوارات الكردية لم تجري حتى الان، ما جرى هو اجتماعات خاصة بالخلافات الداخلية، تخللها زيارات روتينية واعلامية ولقاءات غير رسمية، الكل ينادي دمشق من القامشلي ليقول انا هنا، لا احد يملك مشروع موثق ليصرح عنه ، مع الاسف الصراع حتى الان على مصطلح (انا الاحق بالتمثيل في دمشق) ، لذلك حتى الان نحن كحركة كردية مستقلة لم نشارك في هذه الاجتماعات لاننا واثقون لا جدوى منها.
وكان، موقع عروبة الإخباري، قد طرح على السياسي الكردي عدة اسئلة حول مجريات العملية السياسية في سوريا الجديدة :
1-هل سنشهد قريبا حوار وطني في دمشق تكون جميع الاطراف مشاركة فيه ؟
حسب المعلومات الواردة من بعض المصادر المقربة من إدارة العمليات إلى جانب تصريحات البعض من قادتها ، يبدو فعلا هناك مساعي حقيقية ومشاورات جادة للدعوة إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني ، ولكن بتصوري أن الدعوة إلى عقد مثل هكذا حوار ، شامل ويضم كافة مكونات المجتمع السوري ،الدينية والطائفية والعرقية إلى جانب الكيانات السياسية والثقافية والفعاليات الإقتصادية والشخصيات الوطنية المستقلة دون إقصاء أو تهميش ، يحتاج من الإدارة الجديدة إلى قرار حر وجريء ومستقل بعيداً عن الأجندات الاقليمية والدولية ، والأمر في غاية التعقيد في ظل هذه الظروف الاستثنائية والمفصلية من تاريخ سوريا الجديدة ، بعد سقوط نظام الأسد الديكتاتوري ، نتيجة الضغوطات والعقبات التي تعترض هذه الإدارة ، ناهيك انها بحاجة ملحة الان الى الإمكانات والخبرات من النخب السياسية الوطنية والأكاديمين والتكنوقراط في إدارة البلد .
ومن وجهة نظرنا لانجاح الحوار الوطني نقترح تشكيل لجان مناطقية مستقلة في جميع سوريا ، تتشاور وتتحاور فيما بينها ، كي تختار وتتفق على ممثليها في المؤتمر ،من اجل الخروج بنتائج إيجابية ومهمة تخدم مصالح وطموحات الشعب السوري .
2- الحوارات الكوردية الى اين وصلت برايكم ، وهل تشكيل وفد مشترك يحمل مطالب الكرد في سوريا امر مستحيل ؟
لا شك بأن الهدف الأساسي من تشكيل وفد كردي مشترك ،هو توحيد المواقف والأفكار والمبادئ ، التي تخدم القضية الكردية والحقوق العادلة للشعب الكردي في سوريا ولكن للأسف هذا الأمر غير وارد في ظل الإنقسامات والخلافات والاختلافات العميقة بين اطراف واقطاب الحركة السياسية الكردية نتيجة إرتباطاتها الإيدولوجية وتبعيتها للمحاور المتصارعة أصلا ،ناهيك عن العقلية الإقصائية والمتفردة التي تميز هذه الكيانات السياسية التي ترفض التشاركية ومشاركة الشخصيات الوطنية المستقلة والفعاليات الثقافيه والاجتماعية والاقتصادية في إتخاذ القرارات المصيرية للكورد السوريين اللذين عانوا وضحوا وتعرضوا للظلم والقتل والاعتقال والتهجير ومع ذلك ناضلوا من اجل السلام والحرية ، ويستحق هذا الشعب ان يختار بملء ارادته ممثلين في دمشق للمطالبة بحقوقه ، في الحقيقة حاولناجاهدين وناقشنا مع تلك الأطر السياسية بكل شفافيه من اجل تشكيل وفد مشترك يمثل جميع شرائح المجتمع الكردي دون إقصاء أو تهميش ، لكننا للاسف لم نلقى تجاوباً إيجابياً وجاداً ومسؤولاً منها ، ومؤخراً قدمنا لها ورقة عمل تعبر عن رؤيتنا ورؤية أغلبية المجتمع الكردي من أجل توحيد الصف الكردي وتأسيس خطاب موحد للتفاوض والحوار مع دمشق ، كما أرسلنا تلك الورقة إلى الفرنسينن والبريطانيين على أمل الضغط عليها من أجل الخروج بنتائج إيجابية ومثمرة وبناءة وننتظر الرد والموقف النهائي من نتاج تلك اللقاءات .
3- اذا لم يتم التوافق بين الكرد لتشكيل وفد مشترك ، ماهي السيناريوهات المحتملة ؟
ربما يتم تشكيل وفد مشترك نتيجة الضغوط الأمريكية والفرنسية ، ولكن بكل تأكيد لن يمثل الغالبية العظمى من شرائح المجتمع ، وسوف يكون وفد ضعيف ومشتت وغير قادر على إتخاذ القرارات المصيرية مع الاسف، ولكن في كل الأحوال إذا لم يكن هناك إجماع وتوافق شعبي وجماهيري على هيكيلية هذا الوفد ، أو في حال فشلت الجهود في تشكيل وفد مشترك موحد يضم الجميع ، نحن مضطرين للذهاب بوفد خاص إلى دمشق للمطالبة بحقوق شعبنا في سوريا الجديدة ، نحن لسنا لنا مطامع حزبية او سياسية او اقليمية او حقائب وزارية وبرلمانية في حكومة دمشق ، نحن موجودين على ارضنا منذ التاريخ وقدمنا تضحيات كبيرة في سبيل السلام ولدينا خيارات كثيرة ، تواصلنا مع اشقائنا من اصحاب القرار في الدول العربية وطلبنا منهم ان يكونوا عوننا لقضيتنا ، ونامل منهم ان يقفوا الى جانبنا ، نعلم ان سوريا يلزمها الكثير من الوقت لتتعافى بعد سقوط نظام الاسد القمعي والديكتاتوري والمرحلة الان هي مرحلة احلال الامن والامان للشعب السوري بكافة قومياته واطيافه وطوائفه ، لكن في ذات الوقت علينا ان نكون جاهزين للمرحلة ،ونكون شركاء في سوريا ديمقراطية تصون حقوق جميع المكونات دستوريا .
– هل لديكم قنوات اتصال مع ادارة احمد الشرع ، وكيف تنظرون للادارة الجديدة سياسيا ؟
– لدينا قنوات اتصال غير مباشرة مع الادارة في دمشق واعتقد انها ايجابية حتى الان ، نحن السوريون جميعاً دفعنا الثمن من النضال والتضحية في سبيل تحرير سوريا من نظام البعث القمعي ، لا بد ان نتشارك سويا في بناء سوريا الجديدة ، واعتقد ان الادارة الجديدة لديها صعوبات كثيرة وضغوطات اقليمية ودولية ، مهمتها ليست سهلة في ايجاد توافق داخلي شامل ، لكن ان استعانت بمراكز دراسات استراتيجية عالمية اعتقد ستكون مهمتها اسهل بكثير ، سنزور دمشق الياسمين قريبا فقد حان اللقاء بعد مرور 14 عاما ، سنحمل معنا مطالب شعبنا وحقوقه المشروعه ليكون لها اساس في الدستور ونامل ان نكون وفد مشترك وفاءِ لتضحيات شعبنا ، كانت هناك محاولات لتهميش حركتنا وتحجيم دورنا وتقليص نضالنا ، كنا وحيدين في هذا النضال دون سند طوال 14 عاماً. ومع ذلك كنا مستمرين لان ايماننا بقضيتنا كان اقوى ويزيدنا اصرارا ، فالنجاح من الله وهذه قناعة راسخة في قلوبنا ، ولا اتحدث عن النجاح الشخصي او الحزبي او السياسي ، بل عن النجاح في الاستمرار بالبقاء والنضال دون توقف رغم كل الصعوبات والحواجز التي كانت امامنا ، نمد يد السلام من اجل البناء وهذا واجبنا امام الله والتاريخ