عروبة الإخباري – الإعلامي سماح مطر
في لحظةٍ يتسلل فيها الصمت إلى أعماق الروح، حيث تختلط المشاعر وتتحطم جدران الأمل، أجد نفسي في مواجهة مع ألمي، أراه يعبث بأحلامي ويتركها هشّة، عارية من كل مقاومة. تتراكم الجروح على جسدي كأثر لعاصفة مرّت، تراكمت حتى أصبح الألم جزءاً من كياني، لا أستطيع الهروب منه، ولا يمكنني تجاهله. فتحت عينيّ على وجعٍ لم أكن أتوقعه، ولا أعلم إن كان مصدره الزمان أم المكان أم هو حصيلة سنين من الصمت والمكابدة.
في قلب هذا الألم، حملت في صدري قرارًا، قرارًا أشبه بصرخةٍ في وجه السراب: الرحيل. ليس هروبًا، ولكن بحثًا عن مسار جديد لا يعكر صفوه الزمان، ولا يعصف به العواصف. سأبتعد عن ضباب الحياة الذي أغرقني في دوامةٍ من اللاوضوح، وأبحث عن سلامٍ بعيد عن ضجيج الوجود، حيث لا تكون الأيام مجرد لحظات متلاحقة، بل لقاء مع الذات، حيث تشرق الروح في هدوء.
أرى أن الحياة لا تقاس بمدى الصخب، بل بالسلام الذي يتسلل إلى الأعماق، السلام الذي يهدئ العقل ويبعث فيه الطمأنينة. هناك، بعيدًا عن الأوجاع والضجيج، حيث يلتقي الحلم بالحقيقة، أبحث عن تلك الحياة الساكنة، الحياة التي تعيد لي توازني، التي أعيد فيها بناء ما تحطم داخلي، وأحمل فيها بين يدي قلبًا جديدًا، خاليًا من الألم.
لعل الرحيل ليس سوى بداية جديدة، بداية للعثور على المعنى في عالم يغرق في الضوضاء. لعلها خطوة نحو الراحة في عالم اعتدت فيه على المعاناة. سأبتعد، ليس لأنني أستسلم، ولكن لأنني اخترت أن أبحث عن حياة نقية من الزيف، حياة تمتلئ بالسلام الداخلي والصفاء، بعيدًا عن كل ما يزعج روحي.
وفي النهاية، مهما طال الطريق أو قصر، سيكون الوصول إلى تلك الحياة الساكنة هو الجواب الوحيد لتلك الرحلة الطويلة التي طالما انتظرتها.
#مؤلفات
#سماح_مطر