عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
صالح العرموطي النائب المخضرم، استمعت اليه أكثر من مرة وشاركته حوارات تلفزيونية، وبقيت احترم رأيه رغم خلافات في بعض المواقف، لكنني اعتقد أنه شخصية وطنية مميزة وأنه من أكثر النواب ثقافة قانونية وادراكاً لحجم المخالفات التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة.
وقد كان دائماً جريئاً في النقد لا يهادن، وقد يكون ذلك سبباًفي عدم تمكينه من أن يكون رئيساً للمجلس، رغم أنه أنه أكثر النواب الفائزين بعدد الأصوات على مستوى البرلمان كله.
كنت استمع لملاحظات قوية في قضايا ومشاكل ومخالفات وجرائم كانت ارتكبت بحق المال العام وحقوق المواطنيين والخلل الاداري، وقد قدم عرضاً في ذلك في صالون الناشطة المميزة، الدكتوره سهام الخفش، الاستاذة في جامعة الطفيلة، وصاحبة الاختصاص في علم النفس في “التوحد” وقد وضعت كتاباً في ذلك أشهرته قبل أيام في المكتبة الوطنية، وسط جمهور كبير حين قدمها الدكتور حازم قشوع للجمهور لتعرض كتابها.
أعود الى صالح العرموطي، والقيمة الكبيرة لتصريحاته ومواقفه وعدم مهادنته، واعتقد أننا بحاجة للعديدين مثله تحت قبة البرلمان ممن حافظوا على نظافة أيديهم وأنجزوا مهماتهم بحق في التمثيل والنقد والمسائلة.
لفت انتباهي تصريحات أخيرة للاستاذ المحامي، صالح العرموطي، متعلقة بالفوسفات وتقييماً ايجابيا لعملها وانجازاتها، وقد قدمها النائب صالح العرموطي كدليل على نجاح الايدي العاملة الأردنية في إدارة شركات الشراكة والشركات العامة وحتى الخاصة، فالأردنيون لا تعوزهم الكفاءة اوالخبرة ، وهم يستطيعون أن يعطوا الكثير، وأن يبدعوا، إذا ما توفرت لهم الظروف الموضوعية والمبادرة وعدم التدخل بعملهم.
العرموطي، ضرب شركة الفوسفات مثالاً، وبين كيف انتقلت الشركة من وضع الخاسر لأكثر من ثمانين مليون الى ارباح بما يقارب المليار دولار عبر سنوات قليلة، استطاعت فيها إدارة الفوسفات أن تنجح وأن تثبت كما يقول النائب العرموطي انها ، قادرة على النجاح ومغادرة الفشل والاحباط.
ولأن الأشجاب المثمرة ترمى بالحجارة، ولأن البعض يتصيد، وليس له مصلحة (حين يكون أنانياً وصاحب غرض) . فقد تحرك من أراد أن يلفت الانتباه بعيداً عن إنجازات الشركة وان يمضي في التحريض عليها.
إن الفيصل في الأمور المثارة هو القانون والمحاكم والقضاء، حتى لا يرجم أحد بالغيب أو يأكل لحم أخيه أو يواصل الهدم، فقد كانت مثل هذه الأصوات قد استهدفت الشركة من قبل، وحاول البعض باسم الحرص عليها، دفنها واهالة التراب، وكثيرون كتبوا نعي الشركة تحت قبة البرلمان، الى أن جاء العرموطي، فرآها حية فاعلة ومثمرة ومثالاً يمكن أن يضرب به على قدرة الأردنيين على إدارة مقدراتهم بكفاءة وخرص على ذلك.
ولأن صوت العرموطي، صوت حق، لا يحجبه باطل ولا يستطيع أحداً أن يكتمه، وفي أكثر من مناسبة ومحطة، وحين تكون الحاجة اليه، فقد قال الرجل ما يؤمن به وما يخدم ضميره، أجد نفسي واثقاً فيما أقوله عن الرجل، فقد سعيت أن يقتنع بالعودة لترشيح نفسه للبرلمان حين كان لديه قدرة على ذلك وقد ضممت صوتي لأصوات كثيرة، فلم يخيب لنا الرجل أملاً بفوزه الساحق.وانخراطه للدفاع عن حقوق مواطنيه