عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
الرجل المثابر كان من الواصلين الى قاعة التكريم مبكراً وقد جلست الى جواره بانتظار وصول جلالة الملك والبدء بالاحتفالات بمناسبة اليوبيل الفضي لجلالة الملك.
كان المهندس المميز أسامة حسين قد انتقل الى القاعة المجاورة، حيث تجمع من سيكرمون بميدالية اليوبيل الفضي.
كان المهندس أسامة قد كرم أكثر من مرة، لأنه أقام صناعة هندسية مميزة في البدايات لم تكن في الأردن صناعات ذات بعد تقني عال كما يقول نجله المهندس عمر أسامة حسين مسؤول العمليات والذي يشغل مكانة مميزة في الشركة.
أسامة بدأ صناعته الطموحة على غير قناعة والده الذي عمل في منظمات دولية في بلدان عدة، وكان له ملاحظات تصب بأن ما سيقوم به ابنه يعتبر مغامرة، ولكن المهندس أسامة، كما قال مضى في الفكرة وعمل على تطبيقها رغم موقف الوالد والأقارب، وكان يرى أن يقيم هذه الشركة لايجاد حلول هندسية اكثر منها للتصنيع، حلول خاصة بالتطبيقات ، وقد بدأ بالصناعة عام 1986، ووضع في حسابه السوق العراقية ثم الخليجية لأن الأردن لم يكن وقتها مستوعباً بما يكفي لهذه الصناعة الطموحة
ومن خلال سياسة المثابرة وتراكم العمل والخبرة شق المهندس أسامة طريقه الى السوق الأمريكية وركب أجهزة التبريد في أعلى أبراج العالم آنذاك في الأمبرستيت، لافتاً انتباه الأمريكيين مما جعل وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” يقوم حين زار الأردن بزيارة المصنع في الموقر وتكريم أصحابه والثناء عليهم ووضع التسهيلات للتصدير للسوق الأمريكية.
كان الملك عبد الله الثاني معجب لما وصلت اليه تلك الصناعة وسمعتها، فزار الموقع وكرم القائمين عليها والذين قدموا سمعة طيبة للأردن، الذي اعتز بصناعتهم ودورهم.
لم يكن طريق المهندس أسامة سهلاً أو مفروشاً بالورد، رغم أنه كان محفوفاً بالنجاح تلو النجاح والسمعة الطيبة ومواصلة التكريم الى أن بلغت الشركة ما بلغت من رفعة وتطور في صناعاتها، فقد واكبت التحديث ونافست… نتاج التطور وبقيت في السوق الأردنية حين كانت وحيدة في هذا السوق بداية صناعاتها، ولم تكن بيوت الأردنين جميعها يلزمها التبريد كما في السنوات الأخيرة.
تطور عمل الشركة واصبحت صناعتها لماكينات كبرى وأجهزة ضخمة يجري تصديرها
لقد أحيا المهندس أسامة بمشروعه .. وساعد على تنمية البيئة المحيطة بالمصنع من خلال التشغيل للعديد من الأهالي وايضا الإسهام بمسؤولية اجتماعية ملموسة للشركة.
لقد سررت بتكريم هذه الشركة التي تابعت منذ البدء قيامها ونجاحاتها المضطردة، وها هي اليوم تجني ثمار ما زرعت وما أبدعت لتستحق التكريم وتكون احدى أهم المحطات الإنجازية في عهد الملك عبد الله الثاني، رغم امتدادها المبكر وقد ظلت على الدوام محل عناية قائد البلاد الذي كان فخوراً أن يتحدث مسؤولون أجانب بوزن وزير الخارجية الأمريكية جًون كيري عن شركة بترا وأن تزورها شخصيات كبيرة سياسية اقتصادية على مدار السنوات التي تقرب من الأربعين