عروبة الإخباري –
المؤشرات فيما ينفذه الكيان الإستعماري الإسرائيلي كوكيل عن الولايات المتحدة الأمريكية تدل على إستباحة أمن وإستقرار جميع الدول العربية دون إستثناء وما العدوان الإسرائيلي الممنهج على الدول المحيطة بفلسطين المحتلة والإستفراد بكل دولة إلا البداية مما يرتب على قادة الدول العربية مسؤولية بل وواجب التصدي الجمعي للمؤامرة الإستعمارية بقيادة امريكية التي تستهدف إخضاع الوطن العربي قيادة وشعبا للهيمنة والسيطرة على المكانة الجيوإستراتيجية للوطن العربي وعلى مقدراته وثرواته لعقود قادمة وما السياسة الأمريكية المعلنة بتغيير الشرق الأوسط والذي لا يعني سوى تفتيت وتقسيم الدول العربية الثرية او الكبيرة سواء بمساحتها او سكانها إلى دويلات قائمة على المذهب والعرق والطائفة والدين لضمان شرذمتها ومنع وحدتها السياسية والإقتصادية والاجتماعية وبالتاكيد وحدتها الجغرافية .
هل نمتلك أدوات قوة والإرادة :
مواجهة اي مؤامرة إقليمية او دولية بحاجة إلى توفر :
▪︎ الإرادة .
▪︎ عناصر القوة .
الإرادة :
هنا أعني الإرادة الشعبية وهي حاضرة بكل قوة فالشعب العربي الذي خاض معارك ألإستقلال في القرن العشرين اكبر دليل وكذلك نضال الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المكفولة دوليا طليعة الشعب العربي في نضاله بمواجهة الإحتلال الإسرائيلي الإرهابي من أجل الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المستمر بالرغم من الفارق الهائل بموازين القوى العسكرية لصالح سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري المدعوم امريكيا ، فالمطلوب إذن توفر الإرادة الرسمية العربية الغائبة حتى الآن وهذا بحاجة ايضا إلى توفر عناصر القوة الواجب توفرها واستخدامها في مواجهة المخطط الإسروامريكي الإستعماري العامل دون اي إعتبار لإمكانية وجود او ولادة فورية لأي قوة تواجهه وما حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها الكيان الإستعماري الإسرائيلي بدعم امريكي مطلق على قطاع غزة وعموم فلسطين وعلى لبنان وسوريا دون ردود فعلية عملية تضامنية فاعلة ورادعة عربية تؤثر على المصالح الامريكية سياسيا ودبلوماسيا وإقتصاديا لثنيها عن التراجع عن مخططها بالإنحياز الاعمى للعدوان الإسرائيلي وتبرير جرائمه وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب وإنكار الحقوق العربية إلا نتيجة لذلك .
عناصر القوة :
يتمتع الوطن العربي بعناصر قوة ديمغرافية وإستراتيجية وإقتصادية وثروات طبيعية كما تتمتع أيضا بدعم دولي واسع لأمن وإستقرار الدول العربية ولحقوق الشعب الفلسطيني وما قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا دليل ايضا على عزلة السياسة الأمريكية والإسرائيلية كما يفتقر بذات الوقت إلى القوة العسكرية والعلمية والتكنولوجية وإلى غياب العمل العربي الموحد للتصدي لسياسة الإستفراد بكل دولة على حدة والإعتماد القطري على الدعم الخارجي لحماية ذاته وغياب الديمقراطية .
معالجة عناصر الضعف :
لمعالجة عناصر الضعف الواردة اعلاه يتطلب :
▪︎ أولا الإعتراف الذاتي بواقع الحال والإيمان المطلق بأن التوافق العربي بل الموقف العربي الموحد هو السبيل الوحيد للدفاع عن المصالح والأمن القومي العربي بمفهومه الشامل .
▪︎ التخطيط والعمل لمعالجته ومغادرته وفق وضع إستراتيجية عملية قطرية وقومية تعالج عناصر الضعف .
▪︎ البدأ في تنفيذها دون التأثر باي عوامل إقليمية وخارجية محبطة ومثبطة .
▪︎ تعزيز وحدة الجبهة الداخلية لكل قطر مما سينعكس إيجابا على وحدة الأمن والإستقرار العربي وذلك عبر ترسيخ أسس المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان .
إجهاض المخطط الإسرائيلي بتابيد إحتلاله الإستعماري الإحلالي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وبتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه مما سينعكس سلبا على الأمن القومي الأردني والمصري يشكل حجر الأساس بالإنتقال من مربع الضعف والإستباحة لمربع القوة الفاعلة بمواجهه والتصدي للمخططات التوسعية والعدوانية والتهديدات باشكالها وعناوينها للأمن والإستقرار القومي العربي ووحدة اقطاره .
يتطلب الواقع الحالي وبهدف تحقيق الأمن والسلم الإقليمي المستدام من قادة الدول العربية ان تبدأ بمخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية منذ الآن وقبيل تسلم الرئيس ترامب ولايته في العشرين من كانون الثاني من أجل حث أمريكا الإضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها دون إزدواجية كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن للإنتصار إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وللقوانين الدولية لإلزام الكيان الإسرائيلي الإرهابي وقف عدوانه الهمجي تنفيذا للقرارات الدولية وبإنهاء إحتلاله للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة بلغة المصالح بعيدا عن لغة المناشدة والإستجداء ….
حرية فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس كانت وستبقى العنوان والبوصلة لنظام دولي جديد قوامه الحرية والعدل والمساواة بإعلاء قيم قوة الحق …
الأمن العربي…في خطر …البداية فلسطين والدول المحيطة ؟ * د. فوزي علي السمهوري
9
المقالة السابقة