عروبة الإخباري –
في ليلة مميزة احتفت فيها الكاتبة والإعلامية عبير العربي بإطلاق عملها الأدبي الثاني “سبق سري”، استرجعت الكاتبة ذكريات حفل توقيع روايتها وتفاصيل الرحلة التي صنعتها. الرواية التي أخذت قراءها إلى عوالم مليئة بالمشاعر المتشابكة والصراعات المثيرة، حملت في طياتها مفارقات جعلت التجربة أكثر خصوصية ودهشة.
تتحدث الكاتبة العربي عن الرواية باعتبارها تجربة ذات وقائع خاصة جدًا. إذ تقول: “في الغالب يمكن للكاتب أن ينفعل بحدث ويبدأ الكتابة، لكن المفارقة أنني كتبت وعشت ما كتبته”. وتسرد مواقف حقيقية عاشتها شخصيًا، حيث فقدت والدتها في توقيت مماثل لأحداث الرواية التي فقدت فيها البطلة أسرتها، وكما التقت البطلة بحب حياتها في المقابر، فقد وجدت هي الأخرى صداقة حقيقية ومميزة في المكان ذاته، لتتحول هذه اللحظات إلى مصدر إلهام عميق للأحداث.
وعلى الرغم من النجاح الكبير للرواية، قررت الكاتبة إصدار طبعة ثانية فقط، مكتفية بهذا الإنجاز الأدبي. إلا أن المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد. فقد حملت الذكرى السنوية لإصدار الرواية وحفل توقيعها خبرًا غير متوقع ومبهج: “سبق سري” أصبحت واحدة من الكتب الأكثر تداولًا بين طلاب كلية الشرطة. في خطوة مبتكرة لتعزيز ثقافة القراءة، أدرجت الكلية الرواية ضمن برنامج تبادل القراءة بين الطلاب، الأمر الذي أكسبها شهرة واسعة في الأوساط الأكاديمية.
وعبرت الكاتبة عن فرحتها العارمة حين وصلتها تعليقات من معارفها حول النجاح غير المتوقع للرواية في هذا المحيط. تقول: “صديق زوجي قال لي إن الرواية هي الأفضل بين الطلاب، وابنة صديقتي مايان أخبرتني أن ابنها يقول لها: رواية طنط عبير العربي مكسرة الدنيا عندنا في الكلية”.
الرواية التي تدور أحداثها حول خليط من المشاعر، الحب، الفساد، والصراع بين السلطات والصحافة، استطاعت أن تلمس قلوب القراء وتترك أثرًا عميقًا في نفوسهم. وتصف الكاتبة شعورها بالنجاح قائلة: “طعم النجاح حلو… والمواقف المفاجئة التي تفرض نفسها تكون حلوة جدًا”.
مما لا شك فيه بأن رواية “سبق سري” ليست مجرد رواية، بل تجربة إنسانية عميقة حملت الكاتبة على عيش كل لحظة فيها بكل صدق وإحساس، لتصل إلى قرائها كمزيج من الأدب والحياة الحقيقية.