عروبة الإخباري كتب طلال السكر –
في أسمى صور التكريم الملكي، أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بميدالية اليوبيل الفضي على روح المرحوم الدكتور نزال فياض عبدالقادر السكر العدوان، عميد الأطباء في الأردن، تقديرًا لمسيرته الإنسانية الرفيعة وإسهاماته الطبية البارزة. هذا التكريم ليس فقط تخليدًا لاسم طبيب نبيل، بل إشادة بقيم إنسانية راسخة زرعها في قلوب الناس خلال أكثر من ستة عقود من العطاء الصادق. الدكتور نزال، الذي كان عنوانًا للعلم والتواضع، ترك إرثًا خالدًا تفيض منه دروس الرحمة والإنسانية، ليبقى نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة.
في لفتة ملكية سامية، أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بميدالية اليوبيل الفضي على روح المرحوم الدكتور نزال فياض عبدالقادر السكر العدوان، عميد الأطباء في الأردن، تقديرًا لإسهاماته الإنسانية البارزة في تقديم العلاج المجاني للمحتاجين على مدار ستة عقود من العطاء المخلص. وقد تسلّمت الميدالية نيابةً عن الراحل ابنته، الدكتورة ريما نزال السكر العدوان، في تكريم لمسيرة وطنية مشرفة وإرث إنساني خالد.
مسيرة مهنية وإنسانية فريدة
ولد الدكتور نزال السكر في منطقة خلدا، وكان أول طبيب من عشيرة السكر/ العدوان، وكان أول طبيب منها. تخرّج في عام 1957 من إحدى جامعات مصر العريقة، ليبدأ مسيرة مهنية مكللة بالنجاح والإنسانية. افتتح عيادته الأولى في شارع بسمان وسط العاصمة عمان في ستينيات القرن الماضي، ليكون طبيب الفقراء والمحتاجين بلا منازع. لم تكن عيادته مكانًا لتقديم العلاج فحسب، بل كانت ملاذًا للضعفاء، حيث لم يكن يطلب أجرًا من مرضاه، وترك الخيار لهم في الدفع من عدمه.
الطبيب الإنسان
كان الدكتور نزال نموذجًا فريدًا للطبيب الإنسان، فلم يتوانَ يومًا عن تقديم خدماته العلاجية مجانًا. بل تجاوز ذلك ليمنح مرضاه الفقراء الدواء بلا مقابل، إيمانًا منه بأن الأجر والثواب من الله تعالى هو الغاية الأسمى. لم يسعَ إلى الشهرة أو الأضواء، بل ظل يعمل في صمت، مكرسًا حياته لخدمة الإنسانية بصدق وإخلاص.
إرث خالد وقدوة للأجيال
الدكتور نزال السكر لم يكن مجرد طبيب، بل كان رمزًا للعطاء والإخلاص. جسّد بأفعاله ومبادئه القيم النبيلة التي تزرع في الأجيال القادمة الأخلاق والمثل العليا. كان مثالًا حيًا للعالم المخلص الذي ينير دروب الآخرين بعلمه وإنسانيته. بفضل جهوده، أصبح اسمه محفورًا في قلوب الناس، وترك إرثًا خالدًا يقتدي به كل من يسعى لخدمة الوطن والإنسانية.
تكريم مستحق
يُعد تكريم جلالة الملك لهذا الطبيب الإنسان اعترافًا رسميًا بمكانته الوطنية والإنسانية. إنه تكريم لكل طبيب وعامل في المجال الطبي يضع الإنسان أولاً ويسهم في رفعة مجتمعه. رحم الله الدكتور نزال السكر، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على عطائه الذي لا يُنسى.