في ظل التحديات التي يواجهها وطننا الأردن، بات من الواضح أن عاطفتنا النقية وطيبة تعاملنا مع بعض الملفات الحساسة قد أصبحت عبئًا ندفع ثمنه اليوم. إن تساهلنا المفرط، الذي ينطلق من شهامة الأردنيين وأخلاقهم الكريمة، قد استُغل من قبل قوى تعمل في الظل، بدعم داخلي وخارجي، لطمس هويتنا الوطنية الأردنية ومعالمها المتجذرة.
ما نشهده اليوم ليس مجرد خلافات عابرة، بل تيار متجذر يُراد له أن يزيل كل ما هو أردني خالص: تاريخنا، تراثنا، استقلالية قرارنا، وأصالة مجتمعنا الذي بني على الوحدة والكرامة. إن هذه المحاولات ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج مخططات بدأت منذ زمن، وما زالت تعمل بمكر ودهاء لتفتيت المجتمع الأردني وطمس ملامح الوطن الذي بنيناه بعرقنا ودمائنا.
لكننا، بفضل الله، وبعزيمة أبناء الأردن المخلصين، قادرون على مواجهة هذا التيار والتصدي له. الصحوة الأردنية ليست خيارًا بل ضرورة ملحة، تبدأ من إدراك أبناء الوطن لحجم الخطر الذي يُحيط بهم، والعمل سويًا وبروح واحدة للدفاع عن الهوية الأردنية، وحمايتها من أي محاولة لطمسها أو تشويهها.
إن الرهان اليوم هو على الشباب الأردني الواعي، الذي يُدرك أن الوطن أغلى ما نملك، وأن التفريط به أو بصورته أو بهويته يعني خسارة ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. فلا مكان للصمت ولا مجال للانتظار، بل لابد من التصدي لكل محاولة مشبوهة تهدف للنيل من هذا البلد الأبي.
علينا أن نُعيد تعريف أولوياتنا وأن نجتمع تحت راية واحدة؛ راية الوطن والولاء له وحده. الأردن يستحق منا الكثير، وأبناءه البارين قادرون بإذن الله على حماية إرثه ومستقبله مهما بلغت التحديات.